خصائص الوحي المبين - الحافظ ابن البطريق - الصفحة ١١٨
وقعوا في رجل قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله. قال: فاستشرف (1) لها من استشرف فقال: أين علي؟ قالوا: هو في الرحي يطحن. قال: وما كان أحدكم ليطحن؟ فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، قال: فنفث في عينه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاه إياها، فجا بصفية بنت حيى.
قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا [خلفه] فأخذها منه وقال:
لا يذهب بها الا رجل مني وأنا منه.
قال: وقال لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ - قال: وعلي جالس معهم [فأبوا] - فقال علي عليه السلام: أنا أو إليك في الدنيا والآخرة. قال:
فتركه، ثم أقبل على رجل [رجل] (2) منهم فقال: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة [فأبوا قال: فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة فقال له: أنت وليي في الدنيا والآخرة].
قال: وكان أول من آمن من الناس [بعد خديجة].
وأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة والحسن والحسين وقال:
* (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * (3).
قال: وشرى علي نفسه، لبس ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم نام مكانه.
قال: فكان المشركون يتوهمون (4) انه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجاء أبو بكر وعلي نائم - قال [و] أبو بكر يحسب أنه نبي الله [قال:] فقال: يا نبي الله، قال: فقال له

١ - استشرف الشئ: رفع بصره لينظر إليه باسطا كله فوق حاجبه.
٢ - أي كل رجل منهم.
٣ - سورة الأحزاب: ٣٣ / 33.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست