تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٨٧٩
وقالوا: " الليل أخفى للويل " (1).
و (النفثت) النساء، أو: النفوس، أو: الجماعات السواحر اللواتي يعقدن عقدا في خيوط، وينفثن عليها ويرقين.
(ومن شر حاسد إذا حسد) أي: إذا أظهر حسده وعمل بمقتضاه من بغي الغوائل للمحسود، لأنه إذا لم يظهر أثر ما أضمره لم يتعد منه ضرر وشر إلى من حسده، بل هو الضار لنفسه لاغتمامه بسرور غيره. وعن عمر بن عبد العزيز: لم أر ظالما أشبه بالمظلوم من الحاسد (2). وقيل معناه: من شر نفس الحاسد وعينيه (3) فإنه ربما أصاب بهما وعاب وضر.
وعن أنس: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " من رأى شيئا يعجبه فقال: الله الله، ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، لم يضره شيئا " (4).
* * *

(1) انظر مجمع الأمثال: ج 2 ص 142.
(2) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 822.
(3) قاله قتادة وعطاء الخراساني. راجع تفسير الطبري: ج 12 ص 751.
(4) أخرجه الديلمي في الفردوس: ج 4 ص 497 ح 5696 وفيه: " لم تضره العين ".
(٨٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 873 874 875 876 877 878 879 881 882 883 884 » »»