تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٨٠٨
إلا الذين ءامنوا وعملوا الصلحت فلهم أجر غير ممنون (6) فما يكذبك بعد بالدين (7) أليس الله بأحكم الحكمين (8)) أقسم سبحانه ب‍ (التين) الذي يؤكل (والزيتون) الذي يعصر منه الزيت، لأنهما عجيبتان من بين أصناف الأشجار المثمرة.
وروي أنه أهدي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) طبق من تين فأكل منه وقال لأصحابه:
" كلوا فلو قلت: إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت: هذه هي، لأن فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوها فإنها تقطع البواسير، وتنفع من النقرس " (1).
ومر معاذ بن جبل بشجرة الزيتون فأخذ منها قضيبا واستاك به، وقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " نعم السواك الزيتون، من الشجرة المباركة، يطيب الفم ويذهب بالحفر "، وسمعته يقول: " هو سواكي وسواك الأنبياء قبلي " (2).
وقيل: هما جبلان من الأرض المقدسة (3)، وأضيف " الطور " وهو الجبل إلى (سينين) وهي البقعة، و " سينون " مثل " يبرون " في جواز الإعراب بالواو والياء، والإقرار على الياء وتحريك النون بحركات الإعراب. و (البلد الأمين) مكة، قد أمن فيه الخائف في الجاهلية والإسلام، يقال: أمن الرجل أمانة، فهو أمين وأمان، فكأنه يحفظ من دخله كما يحفظ الأمين ما يؤتمن عليه.
(لقد خلقنا الانسن) جواب القسم (في أحسن تقويم) أي: في أحسن تعديل لشكله وصورته، وتسوية لأعضائه، وإبانة له من غيره بنطقه وتميزه وعقله

(١) رواه في مكارم الإخلاق: ص ١٧٣، والكحال في الأحكام النبوية في الصناعة الطبية: ج ٢ ص ١٤١ كلاهما عن أبي ذر.
(٢) أخرجه العجلوني في كشف الخفاء: ج ١ ص ٤٤١ و ٥٣٥.
(٣) قاله ابن عباس. راجع تفسير الرازي: ج ٣٢ ص ٩.
(٨٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 803 804 805 806 807 808 809 811 812 813 814 ... » »»