تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٧٩٧
لأن عاقبتها اليسر، وطريقة الشر بالعسرى لأن عاقبتها العسر، أو: أراد بهما:
طريقي الجنة والنار، أي: فسنهديهما في الآخرة للطريقين.
(وما يغنى عنه ماله) نفي أو استفهام في معنى الإنكار (إذا تردى) تفعل من الردى وهو الهلاك، يريد: إذا مات، أو: تردى في الحفرة إذا قبر، أو: تردى في قعر جهنم.
قال الباقر (عليه السلام): (فأما من أعطى) ما آتاه الله (وصدق بالحسنى) أي: بأن الله يعطي بالواحد عشرا إلى مائة ألف فما زاد. (فسنيسره لليسرى) لا يريد شيئا من الخير إلا يسره الله له. (وأما من بخل) بما آتاه الله (وكذب بالحسنى) بأن الله يعطي بالواحد عشرا إلى مائة ألف. (فسنيسره للعسرى) لا يريد شيئا من الشر إلا يسره له، (وما يغنى عنه ماله إذا تردى) قال: والله ما تردى من جبل ولا في بئر، ولكن تردى في نار جهنم (١).
(إن علينا للهدى) إن الإرشاد إلى الحق واجب علينا بنصب الدلائل وبيان الشرائع. (وإن لنا للاخرة والاولى) أي: ثواب الدارين للمهتدي، كقوله:
﴿وءاتيناه أجره في الدنيا وإنه في الاخرة لمن الصلحين﴾ (2).
(نارا تلظى) أي: تتلهب وتتوقد. (لا يصلهآ إلا الأشقى) لا يختص بصلاها إلا الكافر الذي هو أشقى الأشقياء، يريد: نارا مخصوصة من أعظم النيران.
وسيجنب النار (الأتقى) المبالغ في التقوى. (الذي) ينفق ماله في سبيل الله (يتزكى) يطلب أن يكون عند الله زاكيا، أو: يتفعل من: " الزكاة ". (وما لأحد

(١) رواه الكليني في الكافي: ج ٤ ص ٤٦ ح ٥ باسناده عن سعد بن طريف، وفيه بعد " من جبل ": " ولا من حائط ".
(٢) العنكبوت: ٢٧.
(٧٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 792 793 794 795 796 797 798 799 800 801 802 ... » »»