تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٧١٢
التبن والحشيش كما قال: ﴿كلوا وارعوا أنعامكم﴾ (1). والألفاف: الملتفة، لا واحد لها كالأخياف، وقيل: [بل] (2) واحدها لف (3).
(كان ميقتا) كان في حكم الله حدا وقت به الدنيا تنتهي عنده، أو: حدا للخلائق ينتهون عنده. (يوم ينفخ) بدل من (يوم الفصل)، أو: عطف بيان له (فتأتون أفواجا) من القبور إلى موقف الحساب أمما، كل أمة مع إمامهم، وقيل:
جماعات مختلفة (4).
وعن معاذ: أنه سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنه، فقال: " يحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتا، قد ميزهم الله من المسلمين وبدل صورهم: فبعضهم على صورة القردة، وبعضهم على صورة الخنازير، وبعضهم منكسون: أرجلهم فوق رؤوسهم يسحبون عليها، وبعضهم عمي، وبعضهم صم بكم، وبعضهم يمضغون ألسنتهم فهي مدلاة على صدورهم، يسيل القيح من أفواههم يتقذرهم أهل الجمع، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار، وبعضهم أشد نتنا من الجيف، وبعضهم ملبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم. فأما الذين على صورة القردة فالقتات من الناس، وأما الذين على صورة الخنازير فأهل السحت، وأما المنكسون على رؤوسهم فأكلة الربا، وأما العمي فالذين يجورون في الحكم، وأما الصم والبكم فالمعجبون بأعمالهم، وأما الذين يمضغون ألسنتهم فالعلماء والقصاص الذين خالف أقوالهم أعمالهم، وأما الذين قطعت أيديهم وأرجلهم فهم الذين يؤذون الجيران، وأما المصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان، وأما الذين هم أشد نتنا من الجيف فالذين يتبعون الشهوات

(١) طه: ٥٤.
(٢) زيادة يقتضيها السياق.
(٣) وهو قول الكسائي. راجع تفسير القرطبي: ج ١٩ ص ١٧٤.
(4) قاله مجاهد في تفسيره: ص 695.
(٧١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 706 707 709 710 711 712 713 714 715 716 717 ... » »»