تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٧٠٧
الفصل بينهم. (فإن كان لكم كيد فكيدون) تقريع لهم على كيدهم لدين الله وأهله، وتسجيل عليهم بالمهانة والعجز.
(كلوا واشربوا) في موضع الحال من ضمير (المتقين) في قوله: (في ظلل) أي: مقولا لهم ذلك. و (كلوا وتمتعوا) حال من المكذبين، أي: الويل ثابت لهم في حال ما يقال لهم: كلوا وتمتعوا، أي: كنتم أحقاء في حياتكم بأن يدعى لكم بذلك، ويجوز أن يكون (كلوا) كلاما مستأنفا، خطابا للمكذبين في الدنيا.
(وإذا قيل لهم اركعوا) أي: صلوا، لا يصلون، وقيل: نزلت في ثقيف (1) حين أمرهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالصلاة فقالوا: لا ننحني فإنها مسبة علينا، فقال (عليه السلام): " لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود " (2). (فبأى حديث) بعد القرآن (يؤمنون) وهو الآية المبصرة، والمعجزة الباهرة، والبرهان المبين!
وكرر (ويل يومئذ للمكذبين) في السورة عشر مرات، علق كل واحدة منها بقصة تخالف أخواتها، فعقب كلا منها بإثبات الويل للمكذب بما في ضمنها.
* * *

(1) قاله مقاتل. راجع تفسير الماوردي: ج 6 ص 181.
(2) أخرجه البيهقي في السنن: ج 2 ص 444 - 445 عن عثمان بن أبي العاص.
(٧٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 702 703 704 705 706 707 709 710 711 712 713 ... » »»