تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٧١٦
نزيدكم) وبمجيئها على طريق الالتفات شاهدا على أن الغضب قد بلغ الغاية.
(إن للمتقين مفازا) فوزا وظفرا بالبغية، أو: موضع فوز، وقيل: نجاة مما فيه أولئك (١)، أو: موضع نجاة، وفسر " المفاز " بما بعده. والحدائق: البساتين فيها أنواع الشجر المثمر، والأعناب: الكروم. والكواعب: اللاتي تكعب ثديهن وتفلكت، والأتراب: اللدات. والدهاق: المترعة المملوءة، وأدهق الحوض: ملأه.
(ولا كذا با) ولا تكذيب بعضهم لبعض، وقرئ بالتخفيف أيضا (٢) بمعنى الكذب أو المكاذبة، (جزآء) مصدر مؤكد منصوب، بمعنى قوله: (إن للمتقين مفازا)، كأنه قال: جازى المتقين بمفاز وعطاء، منصوب " جزآء " نصب المفعول به، أي:
جزاهم (عطآء)، و (حسابا) صفة بمعنى: كافيا، من: أحسبني الشيء: إذا كفاني حتى قلت: حسبي، وقيل: على حسب أعمالهم (٣).
قرئ: (رب السموت) و (الرحمن) بالرفع (٤) على: هو رب السموات الرحمن، أو: " رب السموات " مبتدأ و " الرحمن " صفته و (لا يملكون) خبر، أو:
هما خبران، وبالجر على البدل من (ربك)، وبجر الأول ورفع الثاني (٥) على أنه مبتدأ خبره (لا يملكون)، أو: هو الرحمن. والضمير في (لا يملكون) لأهل السماوات والأرض، أي: لا يملكون أن يسألوا إلا فيما أذن لهم فيه، كقوله:
﴿ولا يشفعون إلا لمن ارتضى﴾ (٦)، ﴿لا تكلم نفس إلا بإذنه﴾ (7).

(١) قاله مجاهد وقتادة. راجع تفسير الطبري: ج ١٢ ص ٤١٠.
(٢) وهي قراءة الكسائي وحده كما تقدم في كتاب السبعة.
(٣) قاله مجاهد. راجع تفسير الطبري: ج ١٢ ص ٤١٣ - ٤١٤.
(٤) قرأه ابن كثير ونافع وأبو عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص ٦٦٩.
(٥) وهي قراءة حمزة والكسائي. راجع المصدر السابق.
(٦) الأنبياء: ٢٨.
(٧) هود: ١٠٥.
(٧١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 711 712 713 714 715 716 717 718 719 720 721 ... » »»