يتكلموا بذلك، ولكن علم الله ما في قلوبهم فأثنى به عليهم (1). أي: لا نطلب بهذا الإطعام مكافأة عاجلة، ولا أن تشكرونا عليه، إذ هو مفعول لوجه الله، فلا معنى لمكافأة الخلق، و " الشكور " مصدر كالشكر، مثل: الكفور والكفر. (إنا نخاف) يحتمل أن يراد: أن إحساننا إليكم للخوف من شدة ذلك اليوم لا للمكافأة، وأن يراد: إنا لا نريد منكم المكافأة لخوف عقاب الله على طلب المكافأة بالصدقة (يوما عبوسا) مثل قولك: نهارك صائم، وصف اليوم بصفة أهله، أو: شبه اليوم في شدته بالأسد العبوس (قمطريرا) صعبا شديدا.
(فوقهم الله شر ذلك اليوم) أي: كفاهم شدائده وأهواله (ولقهم نضرة وسرورا) أي: أعطاهم بدل عبوس الفجار وحزنهم نضرة في الوجوه وسرورا في القلوب، وهذا يدل على أن " اليوم " موصوف بعبوس أهله. (وجزاهم بما صبروا) أي: وجزاهم بصبرهم على الإيثار وبما يؤدي إليه، من الجوع والعري (جنة) فيها مأكل هنيء (وحريرا) فيه ملبس بهي.
(لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا) يعني: أن هواءها معتدل لا حر شمس يحمي ولا زمهرير يؤذي. (ودانية عليهم ظللها) يجوز أن تكون معطوفة على الجملة التي قبلها، وتكون حالا مثلها. والتقدير: غير رائين فيها شمسا ولا زمهريرا ودانية عليهم ظلالها، ودخلت الواو للدلالة على أن الأمرين جميعا لهم، فكأنه قال: وجزاهم جنة جامعين فيها بين البعد عن الحر والبرد ودنو الظلال عليهم.
ويجوز أن يكون (متكئين) و (لا يرون) و (دانية) كلها صفات الجنة، هذا قول جار الله (2)، وعندي أنه ليس بالوجه، لأن اسم الفاعل إذا وصف به وكان