تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦٩٠
بسم الله الرحمن الرحيم (هل أتى على الانسن حين من الدهر لم يكن شيا مذكورا (1) إنا خلقنا الانسن من نطفة أمشاج نبتليه فجعلنه سميعا بصيرا (2) إنا هدينه السبيل إما شاكرا وإما كفورا (3) إنآ أعتدنا للكفرين سلسلا وأغللا وسعيرا (4) إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا (5) عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا (6) يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا (7) ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا (8) إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزآء ولا شكورا (9) إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا (10) فوقاهم الله شر ذا لك اليوم ولقلهم نضرة وسرورا (11) وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا (12) متكين فيها على الارآئك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا (13) ودانية عليهم ظللها وذللت قطوفها تذليلا (14)) (هل) بمعنى " قد " في الاستفهام خاصة، والأصل: " أهل " بدلالة قوله:
أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم (1) فالمعنى: أقد أتى، على التقرير والتقريب جميعا، أي: (أتى على الانسن) قبل زمان قريب (حين من الدهر لم يكن) فيه (شيئا مذكورا) أي: كان شيئا غير مذكور. وعن حمران بن أعين قال: سألت الصادق (عليه السلام) عنه، فقال: كان شيئا مقدورا ولم يكن مكونا (2). والمراد بالإنسان جنس بني آدم، بدليل قوله:

(١) وصدره: سائل فوارس يربوع بشدتنا. لزيد الخيل الذي سماه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) زيد الخير.
يقول: سل بني يربوع عن قوتنا وصولاتنا عليهم. انظر شرح شواهد الكشاف: ص ٤٧٨.
(٢) رواه العياشي في تفسيره كما في مجمع البيان: ج ١٠ ص ٤٠٦. ونحوه في الكافي: ج ١ ص ١٤٧ ح 5 باسناده عن مالك الجهني عن أبي عبد الله (عليه السلام).
(٦٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 684 685 686 687 689 690 691 692 693 694 695 ... » »»