تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦٩٣
الدنيا (١)، وعن قتادة: يمزج لهم بالكافور ويختم لهم بالمسك (٢)، وقيل: تخلق فيها رائحة الكافور وبياضه وبرده فكأنها مزجت بالكافور (٣). و (عينا) على هذين القولين بدل من " كأسا " على تقدير حذف مضاف، كأنه قال: ويسقون فيها خمرا خمر عين، أو: نصب على الاختصاص. (يشرب بها) أي: يشرب عباد الله بها الخمر، كما تقول: شربت الماء بالعسل (يفجرونها) يجرونها حيث شاءوا من منازلهم (تفجيرا) سهلا لا يمتنع عليهم. (يوفون بالنذر) حال أو استئناف، يقال: وفى بنذره وأوفى به (كان شره مستطيرا) أي: فاشيا منتشرا، والمراد بالشر: أهوال ذلك اليوم وشدائده.
(ويطعمون الطعام على حبه) الضمير للطعام، أي: مع اشتهائه والحاجة إليه، ونحوه: ﴿وءاتى المال على حبه﴾ (4) وقيل: على حب الله تعالى (5).
وعن الحسن: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يؤتى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول: أحسن إليه، فيكون عنده اليومين والثلاثة (6).
وعن قتادة: كان أسيرهم يومئذ المشرك، وأخوك المسلم أحق أن تطعمه (7).
وعن أبي سعيد الخدري: هو المملوك والمسجون (8).
(إنما نطعمكم) على إرادة القول، وعن سعيد بن جبير ومجاهد: أنهم لم

(١) حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج ٤ ص ٤٢٧.
(٢) نفس المصدر السابق.
(٣) حكاه البغوي في تفسيره المتقدم ونسبه إلى أهل المعاني.
(٤) البقرة: ١٧٧.
(5) قاله الفضيل بن عياض. راجع البحر المحيط: ج 8 ص 395.
(6) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 668.
(7) رواه عنه الطبري في تفسيره: ج 12 ص 360.
(8) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 668.
(٦٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 687 689 690 691 692 693 694 695 696 697 698 ... » »»