تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦٨٢
مثله، وأن يكون إيجابا (ليفجر أمامه) ليدوم على فجوره فيما بين يديه من الأوقات، وفيما يستقبله من الزمان لا ينزع عنه. وعن سعيد بن جبير: يقدم الذنب ويؤخر التوبة ويقول: سوف أتوب حتى يأتيه الموت على أسوأ أعماله (١).
(يسئل) سؤال متعنت مستبعد ليوم القيامة في قوله: (أيان يوم القيمة) ونحوه: ﴿ويقولون متى هذا الوعد﴾ (2).
(فإذا برق البصر) أي: شخص البصر وتحير من شدة الفزع، وأصله من: برق الرجل: إذا نظر إلى البرق فدهش بصره، وقرئ: " برق " (3) من البريق أي: لمع من شدة شخوصه. (وخسف القمر) ذهب نوره. (وجمع الشمس والقمر) حيث يطلعهما الله من المغرب، وقيل: جمعا في ذهاب الضوء (4). (أين المفر) أين الفرار.
(كلا) ردع من طلب المفر (لا وزر) لا ملجأ ولا مهرب، والوزر: ما يتحصن به من جبل أو غيره. (إلى ربك) خاصة (يومئذ المستقر) مستقر العباد أي: استقرارهم، لا يقدرون أن ينصبوا إلى غيره، أو: إلى حكمه يرجع أمور العباد لا يحكم فيها غيره، أو: معناه: مفوض إلى مشيئة ربك يومئذ موضع قرارهم من جنة أو نار، من شاء أدخله الجنة، ومن شاء أدخله النار. (ينبؤا الإنسن يومئذ بما قدم) من عمل الخير والشر (و) بما (أخر) من سنة حسنة أو سيئة عمل بها

(١) حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج ٤ ص ٤٢١.
(٢) يونس: ٤٨، الأنبياء: ٣٨، النمل: ٧١، وغيرها.
(٣) قرأه نافع وأبان عن عاصم. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص ٦٦١.
(٤) وهو قول الشيخ الطوسي في التبيان: ج ١٠ ص ١٩٢ وقال: والجمع: جعل أحد الشيئين مع الآخر، والجمع على ثلاثة أقسام: جمع في المكان، وجمع في الزمان، وجمع الأعراض في المحل. وجمع الشيئين في حكم أو صفة مجاز.
(٦٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 677 678 679 680 681 682 683 684 685 686 687 ... » »»