تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦٧٠
ذرنى ومن خلقت وحيدا (11) وجعلت له مالا ممدودا (12) وبنين شهودا (13) ومهدت له تمهيدا (14) ثم يطمع أن أزيد (15) كلا إنه كان لايتنا عنيدا (16) سأرهقه صعودا (17) إنه فكر وقدر (18) فقتل كيف قدر (19) ثم قتل كيف قدر (20) ثم نظر (21) ثم عبس وبسر (22) ثم أدبر واستكبر (23) فقال إن هذآ إلا سحر يؤثر (24) إن هذآ إلا قول البشر (25) سأصليه سقر (26) ومآ أدراك ما سقر (27) لا تبقى ولا تذر (28) لواحة للبشر (29) عليها تسعة عشر (30)) (المدثر): المتدثر بثيابه، وهو لابس الدثار، وهو ما فوق الشعار، والشعار:
الثوب الذي يلي الجسد، ومنه الحديث: " الأنصار شعار والناس دثار " (1). (قم) من نومك (فأنذر) قومك، أو: قم قيام عزم وتصميم فحذر قومك من عذاب الله إن لم يؤمنوا، والأوجه أن يكون المعنى: فافعل الإنذار، من غير تخصيص.
(وربك فكبر) واختص ربك بالتكبير، وهو أن تصفه بالكبرياء، أو: قل: الله أكبر، وقد حمل أيضا على التكبير في الصلاة، ودخلت الفاء لمعنى الشرط، كأنه قال:
وما كان فلا تدع تكبيره.
(وثيابك فطهر) ها من النجاسات، لأن طهارة الثياب شرط في صحة الصلاة، وعن قتادة: الثياب عبارة عن النفس، أي: ونفسك فطهر مما يستقذر من الأفعال (2)، يقال: فلان طاهر الثياب ونقي الجيب والذيل، إذا وصف بالنقاء من المعائب والرذائل، لأن الثوب يشتمل على الإنسان فكنى به عنه، كما قيل:

(1) رواه مسلم في الصحيح: ج 2 ص 738 قطعة ح 1061 باسناده عن عبد الله بن زيد. ومعنى الحديث: أن الأنصارهم البطانة والخاصة، وهم ألصق الناس بي من سائر الناس.
(2) حكاه عنه الطبري في تفسيره: ج 12 ص 298.
(٦٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 665 666 667 668 669 670 671 672 673 674 675 ... » »»