وإذا بعدت كثر ذلك، قرئ: (ونصفه وثلثه) بالنصب على معنى: أنك تقوم أقل من ثلثين وتقوم النصف والثلث، وقرئ: (ونصفه وثلثه) بالجر (1) أي: وأقل من النصف والثلث (وطآئفة من الذين معك) وتقوم ذلك جماعة من أصحابك، وعن ابن عباس: علي (عليه السلام) وأبو ذر (2). (والله يقدر الليل والنهار) ولا يقدر على ذلك غيره، فيعلم القدر الذي يقومونه من الليل (علم أن لن تحصوه) الضمير لمصدر (يقدر) أي: علم أنه لا يصح منكم ضبط الأوقات، ولا يتأتى حسابها لكم بالتعديل والتسوية إلا أن تأخذوا بالأوسع للاحتياط، وذلك يشق عليكم (فتاب عليكم) عبارة عن الترخيص في ترك القيام المقدر.
(فاقرءوا ما تيسر من القرءان) عبر عن الصلاة بالقراءة، لأنها بعض أركانها، يريد: فصلوا ما تيسر عليكم ولم يتعذر من صلاة الليل، وقيل: هي قراءة القرآن بعينها، ثم اختلفوا بالقدر الذي تضمنه الأمر، وعن سعيد بن جبير: أنه خمسون آية، وعن ابن عباس: مائة آية، وعن السدي: مائتا آية (3). ثم بين سبحانه وجه الحكمة في التخفيف، وهي تعذر القيام بالليل على المرضى، والضاربين في الأرض للتجارة، والمجاهدين في سبيل الله، وسوى سبحانه بين المجاهدين والمسافرين لطلب الحلال. والقرض الحسن: إخراج المال من أطيب وجوهه وأعوده على الفقراء وابتغاء وجه الله به، وصرفه إلى المستحق (تجدوه عند الله هو خيرا) هو:
فصل وقع بين مفعولي " وجد "، وجاز وإن لم يقع بين معرفتين؛ لأن " أفعل " من أشبه المعرفة في امتناعه من حرف التعريف.