تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦٦٥
إنما الناشئة القيام بعد النوم (1)، أو: العبادة التي تنشأ بالليل أي: تحدث وترتفع، وقيل: هي ساعات الليل كلها لأنها تحدث واحدة بعد أخرى (2)، (هى أشد وطئا) هي خاصة دون ناشئة النهار، أشد مواطأة أي: موافقة، يواطئ قلبها لسانها إن أردت النفس، أو: يواطئ فيها قلب القائم لسانه إن أردت القيام أو العبادة أو الساعات، أو: أشد موافقة لما يراد من الخشوع والإخلاص، وعن الحسن: أشد موافقة بين السر والعلانية لانقطاع رؤية الخلائق (3). وقرئ: " أشد وطاء " (4) والمعنى: أشد ثبات قدم، وأبعد من الزلل، أو: أثقل وأشد على المصلي من صلاة النهار (وأقوم قيلا) وأثبت قراءة وأشد مقالا لهدوء الأصوات وانقطاع الشواغل.
(إن لك في النهار سبحا) أي: تصرفا وتقلبا في مهماتك ومشاغلك ولا تفرغ إلا بالليل، فاجعل الليل لعبادتك ومناجاة ربك لتفوز بخير الدنيا والآخرة.
(واذكر اسم ربك) ودم على ذكره، والذكر يتناول كل تحميد وصلاة وتلاوة قرآن وعبادة (وتبتل إليه) وانقطع إليه، وقال: (تبتيلا) لأن معنى " تبتل ": بتل نفسه، فجيء به على معناه مراعاة للفواصل.
(رب المشرق) رفع على المدح (فاتخذه وكيلا) مسبب على التهليل، أي:
هو الذي يجب - لتفرده بالوحدانية والربوبية - أن توكل إليه الأمور، وقيل:
(وكيلا) كفيلا بما وعدك من النصر (5).
والهجر الجميل: أن يخالفهم بقلبه وهواه، ويخالفهم في الظاهر بلسانه ودعوته

(١) حكاه الزمخشري في الكشاف: ج ٤ ص ٦٣٨.
(٢) قاله ابن قتيبة. راجع تفسير الماوردي: ج ٦ ص ١٢٧.
(٣) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج ٤ ص ٦٣٩.
(٤) قرأه ابن عامر وأبو عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص ٦٥٨.
(٥) قاله الفراء والزجاج كل منهما في كتابه معاني القرآن: ج 3 ص 198 و ج 5 ص 241 على الترتيب.
(٦٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 659 661 662 663 664 665 666 667 668 669 670 ... » »»