تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٦٦٣
بالنسبة إلى الكل. ويعضد هذا القول ما روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: القليل:
النصف، أو انقص من القليل قليلا، أو زد على القليل قليلا (1).
وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وطائفة من المؤمنين معه يقومون على هذه المقادير، وكان الرجل منهم يقوم حتى يصبح مخافة أن لا يحفظ ما بين النصف والثلث والثلثين، حتى خفف الله عنهم بآخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعا بعد أن كان فريضة، وعن سعيد بن جبير: كان بين أول السورة وآخرها الذي نزل فيه التخفيف عشر سنين (2).
(ورتل القرءان) أي: اقرأه على رتل وتؤدة بتبيين الحروف وإشباع الحركات حتى يجيء المتلو منه شبيها بالثغر المرتل وهو المفلج (3).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): بينه تبيانا ولا تهذه هذ الشعر، ولا تنثره نثر الرمل، ولكن اقرع به القلوب القاسية، ولا يكونن هم أحدكم آخر السورة (4).
وعن ابن عباس: لأن أقرأ البقرة أرتلها، أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله (5).
وعن الصادق (عليه السلام) في الترتيل: هو أن تتمكث فيه، وتحسن به صوتك.
وقال: إذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فاسأل الله الجنة، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فتعوذ بالله من النار (6).

(١) أنظر تفسير القمي: ج ٢ ص ٤١٤.
(٢) حكاه عنه الطبري في تفسيره: ج ١٢ ص ٢٧٩.
(٣) يقال: رجل مفلج الثنايا اي: منفرجها، وهو خلاف المتراص الأسنان.
(٤) رواه الكليني في الكافي: ج ٢ ص ٦١٤ ح ١ باسناده عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام). وفيه: " افزعوا قلوبكم " بدل " اقرع به القلوب ".
(٥) رواه عنه البيهقي في السنن: ج ٣ ص ١٣.
(٦) رواه الكليني في الكافي: ج ٢ ص ٦١٧ و 618 قطعة ح 2 و 5.
(٦٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 657 658 659 661 662 663 664 665 666 667 668 ... » »»