تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥٦٠
(قل يأيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أوليآء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صدقين (٦) ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظلمين (٧) قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملقيكم ثم تردون إلى علم الغيب والشهدة فينبئكم بما كنتم تعملون (٨) يأيها الذين ءامنوا إذا نودى للصلواة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذا لكم خير لكم إن كنتم تعلمون (٩) فإذا قضيت الصلواة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون (١٠) وإذا رأوا تجرة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قآئما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجرة والله خير الرازقين (١١)) (هادوا) تهودوا وسموا يهودا وكانوا يقولون: ﴿نحن أبناء الله وأحباؤه﴾ (1) يعني: إن كان قولكم حقا (فتمنوا الموت) وأن ينقلكم الله إلى دار كرامته التي أعدها لأوليائه. ثم قال: (ولا يتمنونه أبدا) بسبب ما قدموه من الكفر، وقد قال لهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " والذي نفسي بيده لا يقولها أحد منهم إلا غص بريقه " (2). فلولا أنهم عرفوا صدق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنهم لو تمنوا لماتوا من ساعتهم لتمنوا، ولم يتمن أحد منهم، فكان هذا أحد معجزاته (صلى الله عليه وآله وسلم).
(قل إن الموت الذي) لا تجرؤون (3) أن تتمنوه (فإنه ملقيكم) لا تفوتونه، والفاء لتضمن الذي معنى الشرط، يعني: إن رمتم الفرار منه فإنه ملاقيكم (ثم تردون إلى) الله سبحانه فيجازيكم (بما) تستحقونه.

(١) المائدة: ١٨.
(2) رواه ابن عباس في تفسيره: ص 471.
(3) في نسخة: " لا تجسرون ".
(٥٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 555 556 557 558 559 560 561 562 563 564 565 ... » »»