تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥٥٦
(وبشر المؤمنين) معطوف على (تؤمنون) لأنه في معنى الأمر، فكأنه قال:
آمنوا وجاهدوا يثبكم الله وينصركم (وبشر) يا رسول الله (المؤمنين) بذلك.
وقرئ: (كونوا أنصار الله) و " أنصارا لله " (1)، والمعنى: كونوا أنصار الله كما كان الحواريون أنصار عيسى (عليه السلام) حين قال لهم: (من أنصارى إلى الله) أي: من أنصاري متوجهين إلى نصرة الله؟ ومعناه: من الأنصار الذين يختصون بي ويكونون معي في نصرة الله؟ (قال الحواريون نحن أنصار الله) أي: نحن الذين ينصرون الله. فإضافة (أنصارى) خلاف إضافة (أنصار الله)، ولا يصح أن يكون معناه: من ينصرني مع الله؛ لأنه لا يطابق الجواب (فآمنت طائفة) منهم بعيسى (وكفرت) به (طآئفة فأيدنا) مؤمنيهم (على) كفارهم فظهروا عليهم أي: غلبوا، وقيل: معناه: فآمنت طائفة منهم بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكفرت به طائفة، فأصبح المؤمنون غالبين بالحجة والقهر (2).
* * *

(1) وبالتنوين قرأه ابن كثير ونافع وأبو عمرو، راجع كتاب السبعة: ص 635.
(2) قاله إبراهيم ومجاهد. راجع تفسير الطبري: ج 12 ص 87.
(٥٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 561 ... » »»