تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥٦١
و (الجمعة) كان يقال لها العروبة (1)، وقيل: إن أول من سماها جمعة كعب بن لؤي (2)، وقيل: إن الأنصار قالوا: إن لليهود يوما يجتمعون فيه كل سبعة أيام، فهلموا نجعل لنا يوما نجتمع فيه فنذكر الله عز وجل ونصلي، فقالوا: يوم السبت لليهود، ويوم الأحد للنصارى، فاجعلوه يوم العروبة، فاجتمعوا إلى سعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ ركعتين وذكرهم، فسموه يوم الجمعة لاجتماعهم فيه، فأنزل الله تعالى آية الجمعة، فهي أول جمعة كانت في الإسلام (3).
فأما أول جمعة جمعها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأصحابه فهي أنه لما قدم المدينة نزل قباء على بني عمرو بن عوف يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول وأسس مسجدهم، وأقام بها إلى يوم الجمعة، ثم خرج عامدا إلى المدينة، فأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن العوف في بطن واد لهم - قد اتخذ اليوم هناك مسجد - فخطب وصلى الجمعة (4).
(إذا نودى) معناه: إذا أذن لصلاة الجمعة (فاسعوا) أي: فامضوا إلى الصلاة مسرعين غير متثاقلين (5)، وقرأ عمر وابن مسعود وابن عباس:

(١) قال ابن منظور: الجمعة والجمعة والجمعة، وهو يوم العروبة، سمي بذلك لاجتماع الناس فيه... وذكر السهيلي: أن كعب بن لؤي جد سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أول من جمع يوم العروبة، ولم تسم العروبة الجمعة إلا مذ جاء الاسلام، وهو أول من سماها الجمعة، فكانت قريش تجتمع إليه - اي إلى كعب جد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - في هذا اليوم فيخطبهم ويذكرهم بمبعث النبي، ويعلمهم أنه من ولده، ويأمرهم باتباعه، وينشد في هذا أبياتا منها:
يا ليتني شاهد فحواء دعوته * إذا قريش تبغي الحق خذلانا انظر لسان العرب: مادة " جمع ".
(٢) قاله أبو سلمة كما في تفسير القرطبي: ج ١٨ ص ٩٧.
(٣) قاله ابن سيرين. راجع تفسير القرطبي: ج ١٨ ص ٩٨ وفيه " أسعد " بدل " سعد ".
(4) أنظر السيرة النبوية لابن هشام: ج 2 ص 137.
(5) في نسخة: " متشاغلين ".
(٥٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 556 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 ... » »»