بالمودة) استئناف والمعنى: أي فائدة في إسراركم وقد علمتم أن الإخفاء والإعلان سيان في علمي، وأنا أطلع رسولي على ما تسرونه؟ (ومن) يفعل هذا الإسرار فقد أخطأ طريق الحق وجاز عن القصد.
(إن يثقفوكم) أي: يظفروا بكم (يكونوا لكم أعدآء) خالصي العداوة (ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء) بالقتال والشتم، وتمنوا (لو) ترتدون عن دينكم.
(لن تنفعكم أرحامكم) أي: أقرباؤكم (ولا أولدكم) الذين توالون الكفار بسببهم، وتتقربون إليهم من أجلهم، ثم قال: (يوم القيمة يفصل بينكم) وبين أقاربكم وأولادكم، فما لكم عصيتم الله لأجلهم؟! وقرئ: (يفصل) و " يفصل " (1) على البناء للفاعل وهو الله عز وجل، أي: يميز بعضكم من بعض في ذلك اليوم، فلا يرى القريب المؤمن في الجنة قريبه الكافر في النار، وقيل: معناه: يقضي بينكم من: فصل القضاء (2).
(قد كانت لكم أسوة) أي: قدوة (حسنة) ومذهب حسن يؤتى به ويتبع أثره (في إبرهيم) وقومه، وهو قولهم لكفار قومهم حيث كاشفوهم بالعداوة: (إنا برءؤا منكم ومما تعبدون) - ه من الأصنام، أو: ومن عبادتكم، أي: لا نعتد بشأنكم ولا بشأن آلهتكم، وما أنتم عندنا على شىء، والسبب في عداوتنا إياكم كفركم بالله (كفرنا بكم) أي: جحدنا دينكم، والعداوة قائمة (بيننا وبينكم) حتى تصدقوا بوحدانية الله. (إلا قول إبرهيم) استثناء من قوله: (أسوة حسنة) لأن المراد بالأسوة الحسنة قولهم الذي يجب أن يؤتى به ويتخذ سنة، أي: فلا تقتدوا