تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٧٨
من صاف من نار أو مختلط من نار.
والمشرقان والمغربان: مشرقا الشتاء والصيف، أو: مشرقا الشمس والقمر ومغرباهما.
(مرج البحرين) أرسل البحر العذب والبحر الملح متجاورين متلاقيين لا فصل بينهما في مرأى العين. (بينهما برزخ) حاجز من قدرة الله لا يتجاوزان حديهما، ولا يبغي أحدهما على الآخر بالممازجة. (يخرج منهما) كبار الدر وصغاره، وقيل: (المرجان) خرز أحمر كالقضبان (1) وهو البسذ، وقرئ:
" يخرج " (2) من: أخرج، وقال: (منهما) وإنما يخرجان من الملح لأنهما لما التقيا صارا كالشيء الواحد، فكأنه قال: يخرج من البحر ولا يخرجان من جميع البحر ولكن من بعضه، كما تقول: خرجت من البلد وإنما خرجت من بعضه، وقيل:
إنهما يخرجان من ملتقى الملح والعذب.
والجواري: السفن، وقرئ: (المنشآت) بفتح الشين وكسرها (3)، وهي المرفوعات الشرع، وبالكسر: الرافعات الشرع، أو: اللواتي تنشئ الأمواج بجريهن، والأعلام: جمع علم وهو الجبل الطويل.
(كل من عليها) أي: على الأرض (فان) أي: هالك، يفنون ويخرجون من الوجود إلى العدم (ويبقى وجه ربك) أي: ذاته، والوجه يعبر به عن الجملة والذات (ذو الجلال والاكرام) صفة للوجه الذي يجل عن التشبيه بخلقه وعن أفعالهم، أو: من عنده الجلال والإكرام لأوليائه وأصفيائه، وهذه الصفة من عظيم صفات الله عز اسمه.

(1) قاله ابن مسعود. راجع تفسير الماوردي: ج 5 ص 431.
(2) قرأه نافع وأبو عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 619.
(3) وبالكسر هي قراءة حمزة وحده. راجع المصدر السابق.
(٤٧٨)
مفاتيح البحث: الهلاك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 ... » »»