تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٤٢
وإنما يتكلمون بالحكمة والكلام الحسن لأنهم حكماء علماء، وقرئ: (لا لغو ولا تأثيم) بالرفع.
(غلمان لهم) مملوكون لهم مخصوصون بهم (كأنهم لؤلؤ مكنون) في الصدف لأنه رطب صاف، أو: مخزون لأنه لا يخزن إلا الثمين النفيس.
وسئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): هذا الخادم فكيف المخدوم؟ فقال صلوات الله عليه وآله:
" والذي نفسي بيده إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب " (1).
(يتسآءلون) أي: يتحادثون ويسأل بعضهم بعضا عن أحواله وعما استوجب به ذلك. (مشفقين) أي: أرقاء القلوب من خشية الله. (عذاب السموم) عذاب النار ولفحها، والسموم: الريح الحارة التي تدخل المسام، فسميت بها نار جهنم.
(إنا كنا من قبل) لقاء الله والمصير إليه أي: في الدنيا (ندعوه) أي: ندعو الله ونوحده ونعبده (إنه هو البر) المحسن (الرحيم) الكثير الرحمة، وقرئ: " أنه " بالفتح (2) بمعنى: " لأنه ".
(فذكر) يا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أي: فاثبت على تذكير الناس ووعظهم، ولا تترك دعوتهم وإن أساؤوا القول فيك فإنه قول باطل، و (مآ أنت) بحمد الله وإنعامه عليك (بكاهن ولا مجنون) كما يقولون، بل أنت نبي صادق.
وريب المنون: حوادث الدهر، وقيل: المنون: الموت (3)، فعول من " منه " إذا قطعه، كما سموه شعوب، قالوا: ننتظر به نوائب الزمان فيهلك كما هلك من قبله

(1) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره: ج 11 ص 492 عن قتادة.
(2) قرأه نافع والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 613.
(3) قاله ابن عباس في تفسيره: ص 444.
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 447 448 ... » »»