تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٣
أو مسالم (1). وعن الزجاج: يعني: اقتلوهم وأسروهم حتى يؤمنوا، فما دام الكفر باق فالحرب قائمة أبدا (2) (ذلك) أي: الأمر ذلك، أو: افعلوا ذلك (ولو يشآء الله لانتصر منهم) ببعض أسباب الهلاك من خسف أو رجفة أو حاصب أو غرق أو موت خارق (ولكن) أمركم بقتالهم (ليبلوا) المؤمنين بالكافرين بأن يجاهدوا ويصبروا، أو: يبذلوا أنفسهم في إحياء الدين حتى يستوجبوا الثواب العظيم " والذين قاتلوا في سبيل الله " (3) أي جاهدوا. وقرئ: (قتلوا)، (فلن يضل أعملهم) بل يتقبلها ويثيبهم عليها جزيل الثواب.
(سيهديهم) إلى طريق الجنة (ويصلح) حالهم. (عرفها لهم) أعلمها لهم وبينها بما يعلم به كل أحد منزلته ودرجته من الجنة، وعن مجاهد: يهتدي أهل الجنة إلى مساكنهم لا يخطئون، كأنهم كانوا سكانها منذ خلقوا (4). وعن مقاتل: أن الملك الذي وكل بحفظ عمله في الدنيا يمشي بين يديه فيعرفه كل شيء أعطاه الله (5). وقيل: معناه: طيبها لهم، من العرف وهو طيب الرائحة (6).
(يأيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم (7) والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعملهم (8) ذا لك بأنهم كرهوا مآ أنزل الله فأحبط أعملهم (9) أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكفرين أمثلها (10) ذا لك بأن

(١) معاني القرآن للفراء: ج ٣ ص ٥٧.
(٢) معاني القرآن وإعرابه: ج ٥ ص ٦.
(٣) الظاهر من العبارة أن المصنف رحمه الله يميل إلى هذه القراءة هنا " قاتلوا " بألف بعد القاف مع فتحها وهي قراءة الجمهور إلا حفصا وأبا عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات:
ص ٦٠٠.
(٤) حكاه عنه الطبري في تفسيره: ج ١١ ص ٣١٠.
(٥) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج ٤ ص ٣١٨.
(٦) قاله ابن عباس. راجع تفسير البغوي: ج ٤ ص ١٧٩.
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»