تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٥
البشاعة، ألا ترى أنهم قلبوا الألف من " ما " هاء في " مهما " وأصله " ماما " لبشاعة التكرير (من شىء) من الإغناء، وهو القليل منه، وانتصب (إذ كانوا) بقوله:
(فمآ أغنى) وجرى مجرى التعليل، ألا ترى أن قولك: ضربته لإساءته، و: ضربته إذ أساء يستويان في المعنى، لأنك إذا ضربته في وقت إساءته فإنما ضربت فيه لوجود إساءته فيه.
(ولقد أهلكنا ما حولكم) يا أهل مكة (من القرى) نحو حجر ثمود وقرية سدوم وغيرهما، والمراد: أهل القرى، ولذلك قال: (لعلهم يرجعون). (فلولا) أي: فهلا نصر هؤلاء المهلكين الذين اتخذوهم شفعاء متقربا بهم إلى الله حيث قالوا: ﴿هؤلاء شفعؤنا عند الله﴾ (1) وأحد مفعولي " اتخذ " المحذوف الراجع إلى " الذين " والثاني: (ءالهة) و (قربانا) حال، والمعنى: فهلا منعهم من الهلاك آلهتهم (بل ضلوا عنهم) أي: غابوا عن نصرتهم و (ذلك) إشارة إلى امتناع نصرة آلهتهم لهم وضلالهم عنهم، أي: (وذلك) أثر (إفكهم) الذي هو اتخاذهم إياها آلهة، وثمرة شركهم وافترائهم على الله الكذب من كونه ذا شركاء.
(وإذ صرفنآ إليك نفرا من الجن يستمعون القرءان فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين (29) قالوا يقومنآ إنا سمعنا كتبا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم (30) يقومنآ أجيبوا داعى الله وءامنوا به ى يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم (31) ومن لا يجب داعى الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه ى أوليآء أولئك في ضلل مبين (32) أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والارض ولم يعى

(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 359 360 361 ... » »»