تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٨
الياءات قد كثر في كلامهم فصار مثل القياس، وهي السفن الجارية (إن يشأ) الله (يسكن الريح) فتبقى السفن راكدة واقفة (على) ظهر الماء، فجعل سبحانه بكمال قدرته هبوب الريح في الجهة التي تسير إليها السفينة (لكل صبار) على بلاء الله (شكور) لنعمائه، وهما صفتا المؤمن المخلص. (أو يوبقهن) أي:
يهلكهن بأن يرسل الريح عاصفة فيغرقهن بسبب (ما كسبوا) من الذنوب (ويعف عن كثير) منها، وعطف (يوبقهن) على (يسكن) لأن المعنى: إن يشأ يسكن الريح فيركدن أو يعصفها فيغرقن بعصفها.
وقرئ: (ويعلم) بالنصب والرفع (١) فأما النصب فللعطف على تعليل محذوف، وتقديره: لننتقم منهم ويعلم الذين يجادلون، ونحوه كثير في التنزيل، منه قوله: ﴿ولنجعلك ءاية للناس﴾ (٢) ﴿ولتجزى كل نفس بما كسبت﴾ (3)، وأما الرفع فعلى الاستئناف.
(فمآ أوتيتم من شىء فمتع الحيوة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين ءامنوا وعلى ربهم يتوكلون (36) والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون (37) والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلوة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقنهم ينفقون (38) والذين إذ آ أصابهم البغى هم ينتصرون (39) وجزاؤا سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظلمين (40) ولمن انتصر بعد ظلمه ى فأولئك ما عليهم من سبيل (41) إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم (42) ولمن صبر وغفر إن ذا لك لمن عزم الامور (43) ومن يضلل

(١) وبالرفع هي قراءة نافع وابن عامر. راجع المصدر السابق.
(٢) البقرة: ٢٥٩.
(٣) الجاثية: ٢٢.
(٢٨٨)
مفاتيح البحث: الغضب (1)، الصبر (1)، السفينة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»