تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٩
والفائدة في زيادة " من " في قوله: (ومن بيننا) أنه لو قال: " وبيننا وبينك حجاب " لكان المعنى: أن حجابا حاصل وسط الجهتين، ومعنى (من بيننا وبينك حجاب): أن الحجاب ابتداء منا وابتداء منك. فالمسافة المتوسطة بجهتك وجهتنا مستوعبة بالحجاب لا فراغ فيها.
وقوله: (إنمآ أنا بشر مثلكم) جواب لقولهم: (قلوبنا في أكنة) لأن المعنى:
إني لست بملك وإنما أنا بشر مثلكم وقد أوحي (إلى) دونكم، وإذا صحت بالوحي نبوتي وجب عليكم اتباعي (فاستقيموا) فاستووا (إليه) بالتوحيد وإخلاص العبادة (واستغفروه) من الشرك.
وخص من أوصاف المشركين منع الزكاة مقرونا بالكفر بالآخرة، لأن أحب الأشياء إلى الإنسان ماله، فإذا بذله لله دل ذلك على ثباته في الدين وصدق نيته، وفيه حث شديد على أداء الزكاة، وتخويف من منعها، حيث جعله مقرونا بالكفر بالآخرة. (لهم أجر غير ممنون) أي: غير مقطوع بل هو متصل دائم، أو: هو خالص من المنة.
(قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذا لك رب العلمين (9) وجعل فيها رواسي من فوقها وبرك فيها وقدر فيهآ أقواتها في أربعة أيام سوآء للسآئلين (10) ثم استوى إلى السمآء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتآ أتينا طآئعين (11) فقضهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سمآء أمرها وزينا السمآء الدنيا بمصبيح وحفظا ذا لك تقدير العزيز العليم (12) فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صعقة مثل صعقة عاد وثمود (13) إذ جآءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا
(٢٥٩)
مفاتيح البحث: الزكاة (2)، المنع (1)، الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»