تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٥
و (ما يجادل) أي: ما يخاصم في دفع حجج الله إلا الكفار (فلا يغررك تقلبهم) بالتجارات والمكاسب (في البلاد) فإن مصير ذلك إلى الزوال والنفاد، فلا يفوتون الله على حال.
ثم ضرب سبحانه لتكذيبهم بالرسل وجدالهم بالباطل مثلا ما كان من نحو ذلك من الأمم الماضية فقال: (كذبت قبلهم قوم نوح) رسولهم (والأحزاب) الذين تحزبوا على أنبيائهم وناصبوهم وهم عاد وثمود وفرعون وغيرهم (وهمت كل أمة) من هذه الأمم (برسولهم ليأخذوه) ليتمكنوا من قتله وإهلاكه أو تعذيبه، ويقال للأسير: أخيذ (فأخذتهم) أي: قصدوا أخذه فجعلت جزاءهم على إرادة أخذه أن أخذتهم (فكيف كان عقاب) هذا تقرير فيه معنى التعجب.
(وكذا لك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أنهم أصحب النار (6) الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ى ويستغفرون للذين ءامنوا ربنا وسعت كل شىء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم (7) ربنا وأدخلهم جنت عدن التي وعدتهم ومن صلح من ءابآبهم وأزواجهم وذريتهم إنك أنت العزيز الحكيم (8) وقهم السيات ومن تق السيات يومئذ فقد رحمته وذا لك هو الفوز العظيم (9) إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمن فتكفرون (10) قالوا ربنآ أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل (11) ذلكم بأنه إذا دعى الله وحده كفرتم وإن يشرك به ى تؤمنوا فالحكم لله العلى الكبير (12)) (أنهم أصحب النار) في محل الرفع بدل من (كلمت ربك)، أي: ومثل
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»