وعن الباقر (عليه السلام): " من قرأ حم المؤمن في كل ليلة ثلاث مرات غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وألزمه كلمة التقوى، وجعل الآخرة خيرا له من الدنيا " (1) بسم الله الرحمن الرحيم (حم (1) تنزيل الكتب من الله العزيز العليم (2) غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير (3) ما يجدل في ءايت الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلد (4) كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجدلوا بالبطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب (5)) قرئ بإمالة الألف من " حا " وبالتفخيم (2)، و (التوب) والتوب والأوب أخوات في معنى الرجوع، (الطول) الإنعام الذي يطول لبثه على صاحبه، وطال عليه وتطول أي: تفضل (غافر الذنب وقابل التوب) معرفتان وإضافتهما حقيقة؛ لأنه لم يرد بهما حدوث الفعلين في الحال والاستقبال بل أريد ثبوت ذلك ودوامه فهما صفتان (3). وأما (شديد العقاب) فتقديره: شديد عقابه، وقيل: إنه بدل (4)، والوجه أن يكون صفة وإنما حذف الألف واللام من (شديد) ليوافق ما قبله وما بعده لفظا، وذكر بعد (غافر الذنب) لئلا يعول المكلف على الغفران بل يكون مرجأ بين الرجاء والخوف (ذي الطول) ذي النعم السابغة على عباده دينا ودنيا.
(٢٣٤)