تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٨٧
يؤتى بالأخرى، فيقول: هذا الذي أتينا به من قبل، فيقول الملك: كل فاللون واحد والطعم مختلف (1).
* (ولهم فيها أزواج مطهرة) * طهرن مما يختص بالنساء من المحيض، وما لا يختص بهن من الأقذار والأدناس، ويدخل تحت ذلك الطهر من دنس الطباع وسائر العيوب. والخلد: الثبات الدائم والبقاء اللازم الذي لا ينقطع.
* (إن الله لا يستحى ى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا وما يضل به إلا الفسقين) * (26) لما ضرب الله تعالى المثلين للمنافقين قبل هذه الآية، قالوا: الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال، فنزلت (2) الآية لبيان أن ما استنكروه من أن يكون المحقرات من الأشياء مضروبا بها المثل ليس بموضع للاستنكار، لأن في التمثيل كشف المعنى ورفع الحجاب عن المطلوب، فإن كان المتمثل له عظيما كان المتمثل به مثله، وإن كان حقيرا كان المتمثل به كذلك، ووصف القديم سبحانه بالحياء في مثل قوله (عليه السلام): " إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما صفرا حتى يضع فيهما خيرا " (3) جار مجرى التمثيل، لأن الحياء تغير وانكسار يعتري

(١) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج ١ ص ١٠٩.
(٢) انظر أسباب النزول للواحدي: ص ٢٧ في أحوال نزول هذه الآية.
(٣) أخرجه في جامع الأصول: ج ٥ ص ١١ ح ٢١١٩ عن سلمان الفارسي، ورواه أيضا في كنز العمال: ج ٢ ص ٨٧ ح 3266 و 3267 و 3268 عن علي (عليه السلام) وابن عمر، وفي المستدرك للحاكم: ج 1 ص 497 عن أنس، وفي الترغيب والترهيب للمنذري: ج 2 ص 480 - 481 وقال: ورواه أبو داود والترمذي وحسنه واللفظ له وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»