تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٩٢
يخلفكم فوحد لذلك، ويجوز أن يريد خليفة مني، لأن آدم كان خليفة الله في أرضه، وهو الصحيح، لقوله: * (يا داود إنا جعلنك خليفة في الأرض) * (1).
* (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها) * إنما عرفوا ذلك حتى تعجبوا منه من جهة اللوح، أو عرفوه بإخبار الله تعالى * (ونحن نسبح) * الواو للحال، كما تقول: أتحسن إلى فلان وأنا أحق منه بالإحسان، والتسبيح: تبعيد الله من السوء، و * (بحمدك) * في موضع الحال، أي: نسبح حامدين لك ومتلبسين بحمدك * (قال إني أعلم) * من المصالح في ذلك ما هو خفي عليكم ولا تعلمونه، ولم يبين لهم تلك المصالح، لأن العباد يكفيهم أن يعلموا أن أفعال الله تعالى كلها حسنة وإن خفي عليهم وجه الحكمة، على أنه قد بين لهم بعض ذلك في قوله: * (وعلم آدم الأسماء) * الآية.
* (وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) * (31) أي: أسماء المسميات كلها، فحذف المضاف إليه لكونه معلوما مدلولا عليه بذكر الأسماء، لأن الاسم لابد له من مسمى، وعوض منه اللام كقوله: * (واشتعل الرأس شيبا) * (2)، وليس التقدير: وعلم آدم مسميات الأسماء، فيكون حذفا للمضاف، لأن التعليم يتعلق بالأسماء لا بالمسميات، لقوله: * (أنبئوني بأسماء هؤلاء) *، ومعنى تعليمه أسماء المسميات أنه أراه الأجناس التي خلقها، وعلمه أن هذا اسمه فرس وهذا اسمه كذا، وعلمه أحوالها وما يتعلق بها من المنافع الدينية والدنيوية * (ثم عرضهم) * أي: عرض المسميات * (على الملائكة) * وإنما ذكر لأن سورة البقرة / 32 و 33 في المسميات العقلاء فغلبهم * (فقال) * للملائكة: * (أنبئوني بأسماء هؤلاء) *

(٩٢)
مفاتيح البحث: سورة البقرة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»