تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٢٦٧
الله * (شيئا) * أي: بدل رحمة الله وطاعته، ومثله: ولا ينفع ذا الجد منك الجد، أي: لا ينفعه جده من الدنيا بدلك، أي: بدل طاعتك وعبادتك وما عندك * (وقود النار) * أي: حطب النار تتقد النار بأجسامهم، والدأب: مصدر دأب في العمل إذا كدح فيه، فيوضع موضع ما عليه الانسان من شأنه وحاله، ومحل الكاف رفع وتقديره: دأب هؤلاء الكفرة * (كدأب) * من قبلهم من * (آل فرعون) * وغيرهم، ويجوز أن يكون منصوب المحل بقوله: * (لن تغنى) * أو بالوقود، والمعنى: لن تغني عنهم أموالهم مثل ما لم تغن عن آل فرعون، أو يوقد بهم النار كما توقد بهم، كما تقول: إنك لتظلم الناس كدأب أبيك، تريد: كظلم أبيك أي: مثل ما كان يظلمهم، وإن فلانا لمحارف كدأب أبيه، تريد: كما حورف أبوه * (كذبوا بآياتنا) * تفسير لدأبهم بما فعلوا وفعل بهم، كأنه جواب لمن يسأل عن حالهم.
* (قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد (12) قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأى العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار) * (13) " الذين كفروا " قيل: هم اليهود جمعهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد وقعة بدر في سوق بني قينقاع فقال: " يا معشر اليهود، احذروا مثل ما نزل بقريش، وأسلموا قبل أن ينزل بكم مثل ما نزل بهم، فقد عرفتم أني نبي مرسل " فقالوا: لا يغرنك أنك لقيت قوما أغمارا لاعلم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة، ولئن قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس (1)، فنزلت (2).

(١) في نسخة: البأس.
(٢) قاله ابن عباس وسعيد بن جبير ومحمد بن إسحاق عن رجاله. راجع تفسير البغوي: ج ١ ص ٢٨٢، وأسباب النزول للواحدي: ص 85، والبحر المحيط لأبي حيان: ج 2 ص 392.
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»