تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٢١٥
ما خلق الله في أرحامهن) * من الولد أو من دم الحيض، وذلك إذا أرادت المرأة فراق زوجها فكتمت حملها لئلا ينتظر بطلاقها أن تضع ولئلا يشفق على الولد فيترك طلاقها، أو كتمت حيضها وقالت وهي حائض: قد طهرت استعجالا للطلاق * (إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر) * تعظيم لفعلهن، وأن من آمن بالله لا يجترئ على مثله من العظائم * (وبعولتهن أحق بردهن في ذلك) * أي: أزواجهن أولى بمراجعتهن وهي ردهن إلى الحالة الأولى في ذلك الأجل الذي قدر لهن في مدة العدة * (إن أرادوا) * بالرجعة * (إصلاحا) * لما بينهم وبينهن ولم يريدوا مضارتهن * (ولهن مثل الذي عليهن) * ويجب لهن من الحق على الرجال مثل الذي يجب لهم عليهن * (بالمعروف) * بالوجه الذي لا ينكر في الشرع وعادات الناس فلا يكلفنهم ما ليس لهن ولا يكلفونهن ما ليس لهم * (وللرجال عليهن درجة) * أي: زيادة في الحق وفضيلة بقيامهم عليهن.
* (الطلق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) * (229) * (الطلق) * بمعنى التطليق كالسلام والكلام بمعنى التسليم والتكليم، أي:
التطليق الشرعي تطليقة بعد تطليقة على التفريق دون الجمع والإرسال دفعة واحدة، ولم يرد بالمرتين التثنية ولكن التكرير، كقوله تعالى: * (ثم ارجع البصر كرتين) * (1) أي: كرة بعد كرة * (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) * هذا تخيير

(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»