____________________
فعرفوني من أنتم (فراغ إلى أهله) فذهب إليهم في خفية من ضيوفه، ومن أدب المضيف أن يخفى أمره وأن يبادره بالقرى من غير أن يشعر به الضيف حذرا من أن يكفه ويعذره. قال قتادة: كان عامة مال نبي الله إبراهيم البقر (فجاء بعجل سمين). والهمزة في (ألا تأكلون) للإنكار أنكر عليهم ترك الأكل أو حثهم عليه (فأوجس) فأضمر، وإنما خافهم لأنهم لم يتحرموا بطعامه فظن أنهم يريدون به سوءا. وعن ابن عباس: وقع في نفسه أنهم ملائكة أرسلوا للعذاب. وعن عون بن شداد: مسح جبريل العجل بجناحه فقام يدرج حتى لحق بأمه (بغلام عليم) أن يبلغ ويعلم، وعن الحسن عليم نبي، والمبشر به إسحاق وهو أكثر الأقاويل وأصحها لأن الصفة صفة سارة لا هاجر وهى امرأة إبراهيم وهو بعلها. وعن مجاهد هو إسماعيل (في صرة) في صيحة من صر الجندب وصر القلم والباب ومحله النصب على الحال: أي فجاءت صارة. قال الحسن: أقبلت إلى بيتها وكانت في زاوية تنظر إليهم لأنها وجدت حرارة الدم فلطمت وجهها من الحياء. وقيل فأخذت في صرة كما تقول أقبل يشتمني، وقيل صرتها قولها أوه، وقيل يا ويلتا. وعن عكرمة رنتها (فصكت) فلطمت ببسط يديها، وقيل فضربت بأطراف أصابعها جبهتها فعل المتعجب (عجوز) أنه عجوز فكيف ألد (كذلك) مثل ذلك الذي قلنا وأخبرنا به (قال ربك) أي إنما نخبرك عن الله والله قادر على ما تستبعدين. وروى أن جبريل قال لها انظري إلى سقف بيتك، فنظرت فإذا جذوعه مورقة مثمرة. لما علم أنهم ملائكة وأنهم لا ينزلون إلا بإذن الله رسلا في بعض الأمور (قال فما خطبكم) أي فما شأنكم وما طلبكم (إلى قوم مجرمين) إلى قوم لوط (حجارة من طين) يريد السجيل وهو طين طبخ كما يطبخ الآجر حتى صار في صلابة الحجارة (مسومة) معلمة من السومة وهى العلامة على كل واحد منها اسم من يهلك به. وقيل أعلمت بأنها من حجارة العذاب، وقيل بعلامة تدل على أنها ليست من حجارة الدنيا. سماهم