____________________
من الجنة. قال مجاهد: يهتدى أهل الجنة إلى مساكنهم منها لا يخطئون كأنهم كانوا سكانها منذ خلقوا لا يستدلون عليها. وعن مقاتل أن الملك الذي وكل بحفظ عمله في الدنيا يمشى بين يديه فيعرفه كل شئ أعطاه الله أو طيبها لهم من العرف وهو طيب الرائحة. وفى كلام بعضهم: عزف كنوح القماري وعرف كفوح القماري، أو حددها لهم فجنة كل أحد محدودة مفرزة عن غيرها، من عرف الدار وأرفها والعرف والأرف الحدود (إن تنصروا) دين (الله) ورسوله (ينصركم) على عدوكم ويفتح لكم (ويثبت أقدامكم) في مواطن الحرب، أو على محجة الإسلام (والذين كفروا) يحتمل الرفع على الابتداء والنصب بما يفسره (فتعسا لهم) كأنه قال: أتعس الذين كفروا فإن قلت: علام عطف قوله (وأضل أعمالهم)؟ قلت: على الفعل الذين نصب تعسا، لأن المعنى:
فقال تعسا لهم، أو فقضى تعسا لهم، وتعسا له نقيض لعاله، قال الأعشى: * فالتعس أولى لها من أن أقول لعا * يريد فالعثور والانحطاط أقرب لها من الانتعاش والثبوت. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: يريد في الدنيا القتل وفى الآخرة التردي في النار (كرهوا) القرآن وما أنزل الله فيه من التكاليف والأحكام لأنهم قد ألفوا (الإهمال وإطلاق العنان في الشهوات والملاذ فشق عليهم ذلك وتعاظمهم، دمره أهلكه، ودمر عليه أهلك عليه ما يختص به والمعنى: دمر الله عليهم ما اختص بهم من أنفسهم وأموالهم وأولادهم وكل ما كان لهم (وللكافرين أمثالها) الضمير للعاقبة المذكورة أو للهلكة لأن التدمير يدل عليها، أو للسنة لقوله عز وعلا - سنة الله في الذين خلوا - (مولى الذين آمنوا) وليهم وناصرهم، وفى قراءة ابن مسعود ولى الذين آمنوا. ويروى " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في الشعب يوم أحد وقد فشت فيهم الجراحات، وفيه نزلت فنادى المشركون: أعل هبل، فنادى المسلمون: الله أعلى وأجل، فنادى المشركون: يوم بيوم والحرب سجال إن لنا عزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا الله مولانا ولا مولى لكم، إن القتلى مختلفة، أما قتلانا فأحياء يرزقون، وأما قتلاكم ففي النار يعذبون ". فإن قلت: قوله تعالى - وردوا إلى الله مولاهم الحق - مناقض لهذه الآية؟ قلت:
لا تناقض بينهما لأن الله مولى عباده جميعا على معنى أنه ربهم ومالك أمرهم، وأما على معنى الناصر فهو مولى المؤمنين خاصة (يتمتعون) ينتفعون بمتاع الحياة الدنيا أياما قلائل (ويأكلون) غافلين غير مفكرين في العاقبة (كما تأكل الأنعام) في مسارحها ومعالفها غافلة عما هي بصدده من النحر والذبح (مثوى لهم) منزل ومقام.
فقال تعسا لهم، أو فقضى تعسا لهم، وتعسا له نقيض لعاله، قال الأعشى: * فالتعس أولى لها من أن أقول لعا * يريد فالعثور والانحطاط أقرب لها من الانتعاش والثبوت. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: يريد في الدنيا القتل وفى الآخرة التردي في النار (كرهوا) القرآن وما أنزل الله فيه من التكاليف والأحكام لأنهم قد ألفوا (الإهمال وإطلاق العنان في الشهوات والملاذ فشق عليهم ذلك وتعاظمهم، دمره أهلكه، ودمر عليه أهلك عليه ما يختص به والمعنى: دمر الله عليهم ما اختص بهم من أنفسهم وأموالهم وأولادهم وكل ما كان لهم (وللكافرين أمثالها) الضمير للعاقبة المذكورة أو للهلكة لأن التدمير يدل عليها، أو للسنة لقوله عز وعلا - سنة الله في الذين خلوا - (مولى الذين آمنوا) وليهم وناصرهم، وفى قراءة ابن مسعود ولى الذين آمنوا. ويروى " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في الشعب يوم أحد وقد فشت فيهم الجراحات، وفيه نزلت فنادى المشركون: أعل هبل، فنادى المسلمون: الله أعلى وأجل، فنادى المشركون: يوم بيوم والحرب سجال إن لنا عزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا الله مولانا ولا مولى لكم، إن القتلى مختلفة، أما قتلانا فأحياء يرزقون، وأما قتلاكم ففي النار يعذبون ". فإن قلت: قوله تعالى - وردوا إلى الله مولاهم الحق - مناقض لهذه الآية؟ قلت:
لا تناقض بينهما لأن الله مولى عباده جميعا على معنى أنه ربهم ومالك أمرهم، وأما على معنى الناصر فهو مولى المؤمنين خاصة (يتمتعون) ينتفعون بمتاع الحياة الدنيا أياما قلائل (ويأكلون) غافلين غير مفكرين في العاقبة (كما تأكل الأنعام) في مسارحها ومعالفها غافلة عما هي بصدده من النحر والذبح (مثوى لهم) منزل ومقام.