____________________
المعصية إلى نور الطاعة (وكان بالمؤمنين رحيما) دليلا على أن المراد بالصلاة الرحمة، ويروى أنه لما نزل قوله تعالى - إن الله وملائكته يصلون على النبي - قال أبو بكر رضي الله عنه: ما خصك الله يا رسول الله بشرف إلا وقد أشركنا فيه فأنزلت (تحيتهم) من إضافة المصدر إلى المفعول: أي يحيون يوم لقائه بسلام فيجوز أن يعظمهم الله بسلامه عليهم كما يفعل بهم سائر أنواع التعظيم وأن يكون مثلا كاللقاء على ما فسرناه. وقيل هو سلام ملك الموت والملائكة معه عليهم وبشارتهم بالجنة، وقيل سلام الملائكة عند الخروج من القبور، وقيل عند دخول الجنة كما قال - والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم -. والاجر الكريم: الجنة (شاهد) على من بعثت إليهم وعلى تكذيبهم وتصديقهم: أي مقبولا قولك عند الله لهم وعليهم كما يقبل قول الشاهد العدل في الحكم. فإن قلت: وكيف كان شاهدا وقت الارسال وإنما يكون شاهدا عند تحمل الشهادة أو عند أدائها؟ قلت: هي حال مقدرة كمسألة الكتاب مررت برجل معه صقر صائدا به غدا: أي مقدرا به الصيد غدا. فإن قلت: قد فهم من قوله إنا أرسلناك داعيا أنه مأذون له في الدعاء فما فائدة قوله (بإذنه)؟ قلت: لم يرد به حقيقة الاذن، وإنما جعل الاذن مستعارا للتسهيل والتيسير لان الدخول في حق المالك متعذر، فإذا صودف الاذن تسهل وتيسر فلما كان الاذن تسهيلا لما تعذر من ذلك وضع موضعه، وذلك أن دعاء أهل الشرك والجاهلية إلى التوحيد والشرائع أمر في غاية الصعوبة والتعذر، فقيل بإذنه للإيذان بأن الامر صعب لا يتأتى ولا يستطاع إلا إذا سهله الله ويسره، ومنه قولهم في الشحيح: إنه غير مأذون له في الانفاق: أي غير مسهل له الانفاق لكونه شاقا عليه داخلا في حكم التعذر. جلى به الله ظلمات الشرك واهتدى به الضالون كما يجلى ظلام الليل بالسراج المنير ويهتدى به، أو أمد الله بنور نبوته نور البصائر كما يمد بنور السراج نور الابصار. ووصفه بالإنارة لان من السرج ما لا يضئ إذا قل سليطه ودقت فتيلته. وفي كلام بعضهم:
ثلاثة تضني: رسول بطئ، وسراج لا يضئ، ومائدة ينتظر لها من يجئ. وسئل بعضهم عن الموحشين فقال:
ظلام ساتر، وسراج فاتر. وقيل وذا سراج منير، أو وتاليا سراجا منيرا. ويجوز على هذا التفسير أن يعطف على كاف أرسلناك. الفضل: ما يتفضل به عليهم زيادة على الثواب، وإذا ذكر المتفضل به وكبره فما ظنك بالثواب.
ويجوز أن يريد بالفضل الثواب من قولهم للعطايا فضول وفواضل، وأن يريد أن لهم فضلا كبيرا على سائر الأمم، وذلك الفضل من جهة الله وأنه آتاهم ما فضلوهم به (ولا تطع الكافرين) معناه الدوام والثبات على ما كان عليه أو التهييج (أذاهم) يحتمل إضافته إلى الفاعل والمفعول: يعني ودع أن تؤذيهم بضرر أو قتل وخذ بظاهرهم وحسابهم على الله في باطنهم، أو ودع ما يؤذونك به ولا تجازهم عليه حتى تؤمر. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: هي منسوخة بآية السيف (وتوكل على الله) فإنه يكفيكهم وكفى به مفوضا إليه. ولقائل أن يقول: وصفه
ثلاثة تضني: رسول بطئ، وسراج لا يضئ، ومائدة ينتظر لها من يجئ. وسئل بعضهم عن الموحشين فقال:
ظلام ساتر، وسراج فاتر. وقيل وذا سراج منير، أو وتاليا سراجا منيرا. ويجوز على هذا التفسير أن يعطف على كاف أرسلناك. الفضل: ما يتفضل به عليهم زيادة على الثواب، وإذا ذكر المتفضل به وكبره فما ظنك بالثواب.
ويجوز أن يريد بالفضل الثواب من قولهم للعطايا فضول وفواضل، وأن يريد أن لهم فضلا كبيرا على سائر الأمم، وذلك الفضل من جهة الله وأنه آتاهم ما فضلوهم به (ولا تطع الكافرين) معناه الدوام والثبات على ما كان عليه أو التهييج (أذاهم) يحتمل إضافته إلى الفاعل والمفعول: يعني ودع أن تؤذيهم بضرر أو قتل وخذ بظاهرهم وحسابهم على الله في باطنهم، أو ودع ما يؤذونك به ولا تجازهم عليه حتى تؤمر. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: هي منسوخة بآية السيف (وتوكل على الله) فإنه يكفيكهم وكفى به مفوضا إليه. ولقائل أن يقول: وصفه