____________________
يحتمل موته شهيدا وفاءه بنذره من الثبات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن قلت: فما حقيقة قوله - صدقوا ما عاهدوا الله عليه -؟ قلت: يقال صدقني أخوك وكذبني إذا قال لك الصدق والكذب، وأما المثل:
صدقني سن بكره، فمعناه صدقني في سن بكره بطرح الجار وإيصال الفعل، فلا يخلو ما عاهدوا الله عليه، إما أن يكون بمنزلة السن في طرح الجار، وإما أن يجعل المعاهد عليه مصدوقا على المجاز كأنهم قالوا للمعاهد عليه سنفي بك وهم وافون به فقد صدقوه ولو كانوا ناكثين لكذبوه ولكان مكذوبا (وما بدلوا) العهد ولا غيروه لا المستشهد ولا من ينتظر الشهادة " ولقد ثبت طلحة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى أصيبت يده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوجب طلحة " وفيه تعريض بمن بدلوا من أهل النفاق ومرض القلوب، جعل المنافقون كأنهم قصدوا عاقبة السوء وأرادوها بتبديلهم كما قصد الصادقون عاقبة الصدق بوفائهم، لان كلا الفريقين مسوق إلى عاقبته من الثوب والعقاب فكأنهما استويا في طلبهما والسعي لتحصيلهما. ويعذبهم (إن شاء) إذا لم يتوبوا (أو يتوب عليهم) إذا تابوا (ورد الله الذين كفروا) الأحزاب (بغيظهم) مغيظين كقوله - تنبت بالدهن - (لم ينالوا خيرا) غير ظافرين وهما حالان بتداخل أو تعاقب، ويجوز أن تكون الثانية بيانا للأولى أو استئنافا (وكفى الله المؤمنين القتال) بالريح والملائكة (وأنزل الذين) ظاهروا الأحزاب من أهل الكتاب (من صياصيهم) من حصونهن والصيصية ما تحصن به، يقال لقرن الثور والظبي صيصية ولشوكة الديك وهي مخلبة التي في ساقه لأنه يتحصن بها. روى " أن جبريل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة الليلة التي انهزم فيها الأحزاب ورجع المسلمون إلى المدينة ووضعوا سلاحهم على فرسه الحيزوم والغبار على وجه الفرس وعلى السرج، فقال:
ما هذا يا جبريل؟ قال: من متابعة قريش، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الغبار عن وجه الفرس وعن سراجه، فقال: يا رسول الله إن الملائكة لم تضع السلاح إن الله يأمرك بالمسير إلى بني قريظة وأنا عامد إليهم فإن الله داقهم دق البيض على الصفا وإنهم لكم طعمة، فأذن في الناس أن من كان سامعا مطيعا فلا يصلى العصر إلا في بني قريظة، فما صلى كثير من الناس العصر إلا بعد العشاء الآخرة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: تنزلون على حكمي فأبوا، فقال على حكم سعد بن معاذ؟ فرضوا به، فقال سعد: حكمت فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم، فكبر النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة، ثم استنزلهم وخندق في سوق المدينة خندقا وقدمهم فضرب أعناقهم وهم من ثمانمائة إلى تسعمائة، وقيل كانوا ستمائة مقاتل وسبعمائة أسير ".
وقرئ الرعب بسكون العين وضمها، وتأسرون بضم السين وروى " أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل عقارهم
صدقني سن بكره، فمعناه صدقني في سن بكره بطرح الجار وإيصال الفعل، فلا يخلو ما عاهدوا الله عليه، إما أن يكون بمنزلة السن في طرح الجار، وإما أن يجعل المعاهد عليه مصدوقا على المجاز كأنهم قالوا للمعاهد عليه سنفي بك وهم وافون به فقد صدقوه ولو كانوا ناكثين لكذبوه ولكان مكذوبا (وما بدلوا) العهد ولا غيروه لا المستشهد ولا من ينتظر الشهادة " ولقد ثبت طلحة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى أصيبت يده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوجب طلحة " وفيه تعريض بمن بدلوا من أهل النفاق ومرض القلوب، جعل المنافقون كأنهم قصدوا عاقبة السوء وأرادوها بتبديلهم كما قصد الصادقون عاقبة الصدق بوفائهم، لان كلا الفريقين مسوق إلى عاقبته من الثوب والعقاب فكأنهما استويا في طلبهما والسعي لتحصيلهما. ويعذبهم (إن شاء) إذا لم يتوبوا (أو يتوب عليهم) إذا تابوا (ورد الله الذين كفروا) الأحزاب (بغيظهم) مغيظين كقوله - تنبت بالدهن - (لم ينالوا خيرا) غير ظافرين وهما حالان بتداخل أو تعاقب، ويجوز أن تكون الثانية بيانا للأولى أو استئنافا (وكفى الله المؤمنين القتال) بالريح والملائكة (وأنزل الذين) ظاهروا الأحزاب من أهل الكتاب (من صياصيهم) من حصونهن والصيصية ما تحصن به، يقال لقرن الثور والظبي صيصية ولشوكة الديك وهي مخلبة التي في ساقه لأنه يتحصن بها. روى " أن جبريل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة الليلة التي انهزم فيها الأحزاب ورجع المسلمون إلى المدينة ووضعوا سلاحهم على فرسه الحيزوم والغبار على وجه الفرس وعلى السرج، فقال:
ما هذا يا جبريل؟ قال: من متابعة قريش، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الغبار عن وجه الفرس وعن سراجه، فقال: يا رسول الله إن الملائكة لم تضع السلاح إن الله يأمرك بالمسير إلى بني قريظة وأنا عامد إليهم فإن الله داقهم دق البيض على الصفا وإنهم لكم طعمة، فأذن في الناس أن من كان سامعا مطيعا فلا يصلى العصر إلا في بني قريظة، فما صلى كثير من الناس العصر إلا بعد العشاء الآخرة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: تنزلون على حكمي فأبوا، فقال على حكم سعد بن معاذ؟ فرضوا به، فقال سعد: حكمت فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم، فكبر النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة، ثم استنزلهم وخندق في سوق المدينة خندقا وقدمهم فضرب أعناقهم وهم من ثمانمائة إلى تسعمائة، وقيل كانوا ستمائة مقاتل وسبعمائة أسير ".
وقرئ الرعب بسكون العين وضمها، وتأسرون بضم السين وروى " أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل عقارهم