____________________
تسدوا وتولوا، والمراد بالأولياء المؤمنون والمهاجرون للولاية في الدين (ذلك) إشارة إلى ما ذكر في الآيتين جميعا وتفسير الكتاب ما مر آنفا والجملة مستأنفة كالخاتمة لما ذكر من الاحكام. (و) أذكر حين (أخذنا من النبيين) جميعا (ميثاقهم) بتبليغ الرسالة والدعاء إلى الدين القيم (ومنك) خصوصا (ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى) وإنما فعلنا ذلك (ليسأل) الله يوم القيامة عند تواقف الاشهاد المؤمنين الذين صدقوا عهدهم ووفوا به من جملة من أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا بلى (عن صدقهم) عهدهم وشهادتهم فيشهد لهم الأنبياء بأنهم صدقوا عهدهم وشهادتهم وكانوا مؤمنين، أو ليسأل المصدقين للأنبياء عن تصديقهم لان من قال للصادق صدقت كان صادقا في قوله، أو ليسأل الأنبياء ما الذي أجابتهم به أممهم وتأويل مسألة الرسل تبكيت الكافرين بهم كقوله - أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله - فإن قلت: لم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على نوح فمن بعده؟ قلت: هذا العطف لبيان فضيلة الأنبياء الذين هم مشاهيرهم وذراريهم، فلما كان محمد صلى الله عليه وسلم أفضل هؤلاء المفضلين قدم عليهم لبيان أنه أفضلهم، ولولا ذلك لقدم من قدمه زمانه. فإن قلت: فقد قدم نوح عليه السلام في الآية التي هي أخت هذه الآية وهي قوله - شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك - ثم قدم على غيره. قلت: مورد هذه الآية على طريقة خلاف طريقة تلك، وذلك أن الله تعالى إنما أوردها لوصف دين الاسلام بالأصالة والاستقامة فكأنه قال: شرع لكم الدين الأصيل الذي بعث عليه نوح في العهد القديم، وبعث عليه محمد خاتم الأنبياء في العهد الحديث، وبعث عليه من توسط بينهما من الأنبياء المشاهير. فإن قلت: فماذا أراد بالميثاق الغليظ؟ قلت: أراد به ذلك الميثاق بعينه، معناه: وأخذنا منهم بذلك الميثاق ميثاقا غليظا، والغلظ استعارة من وصف الاجرام، والمراد عظم الميثاق وجلالة شأنه في بابه. وقيل الميثاق الغليظ: اليمين بالله على الوفاء بما حملوا. فإن قلت: علام عطف قوله (وأعد للكافرين)؟ قلت: على أخذنا من النبيين لان المعنى أن الله أكد