____________________
في الكتيبة، فقال له علي رضي الله عنه: اسكت فإنك فاسق، فنزلت عامة للمؤمنين والفاسقين فتناولتهما وكل من كان في مثل حالهما. وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما أنه قال للوليد: كيف تشتم عليا وقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات وسماك فاسقا. ثم في قوله (ثم أعرض عنها) للاستبعاد، والمعنى: أن الاعراض عن مثل آيات الله في وضوحها وإنارتها وارشادها إلى سواء السبيل والفوز بالسعادة العظمى بعد التذكير بها مستبعد في العقل والعدل كما تقول لصاحبك وجدت مثل تلك الفرصة ثم لم تنتهزها استبعادا لتركه الانتهاز، ومنه ثم في بيت الحماسة:
لا يكشف الغماء إلا ابن حرة * يرى غمرات الموت ثم ثم يزورها استبعد أن يزور غمرات الموت بعد أن رآها واستيقنها واطلع على شدتها. فإن قلت: هلا قيل إنا منه منتقمون؟
قلت: لما جعله أظلم كل ظالم ثم توعد المجرمين عامة بالانتقام منهم فقد دل على إصابة الظلم النصيب الأوفر من الانتقام ولو قاله بالضمير لم يفد هذه الفائدة (الكتاب) للجنس، والضمير في (لقائه) له، ومعناه: إنا آتينا موسى عليه السلام مثل ما آتيناك من الكتاب ولقيناه مثل ما لقيناك من الوحي، فلا تكن في شك من أنك لقيت قوله - من لقائه - قوله - وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم - وقوله - ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا - وجعلنا الكتاب المنزل على موسى عليه السلام (هدى) لقومه (وجعلنا منهم أئمة يهدون) الناس ويدعونهم إلى ما في التوراة من دين الله وشرائعه لصبرهم إيقانهم بالآيات، وكذلك لنجعلن الكتاب المنزل إليك هدى ونورا ولنجعلن من أمتك أئمة يهدون مثل تلك الهداية لما صبروا عليه من نصرة الدين وثبتوا عليه من اليقين. وقيل من لقائك موسى عليه السلام ليلة الاسراء أو يوم القيامة. وقيل من لقاء موسى عليه السلام الكتاب: أي من تلقيه بالرضا والقبول. وقرئ لما صبروا ولما صبروا: أي لصبرهم. وعن الحسن رضي الله عنه: صبروا عن الدنيا.
وقيل إنما جعل الله التوراة هدى لبني إسرائيل خاصة ولم يتعبد بما فيها ولد إسماعيل عليه السلام (يفصل بينهم) يقضى فيميز الحق في دينه من المبطل. الواو في (أو لم يهد) للعطف على معطوف عليه منوى من جنس المعطوف والضمير في (لهم) لأهل مكة. وقرئ بالنون والياء والفاعل ما دل عليه (كم أهلكنا) لان كم لا تقع فاعلة، لا يقال جاءني كم رجل. تقديره أو لم يهد لهم كثرة إهلاكنا القرون أو هذا الكلام كما هو بمضمونه ومعناه كقولك يعصم لا إله إلا الله الدماء، والأموال، ويجوز أن يكون فيه ضمير الله بدلالة القراءة بالنون و (القرون) عاد وثمود وقوم لوط (يمشون في مساكنهم) يعني أهل مكة يمرون في متاجرهم على ديارهم وبلادهم. وقرئ يمشون بالتشديد (الجرز)
لا يكشف الغماء إلا ابن حرة * يرى غمرات الموت ثم ثم يزورها استبعد أن يزور غمرات الموت بعد أن رآها واستيقنها واطلع على شدتها. فإن قلت: هلا قيل إنا منه منتقمون؟
قلت: لما جعله أظلم كل ظالم ثم توعد المجرمين عامة بالانتقام منهم فقد دل على إصابة الظلم النصيب الأوفر من الانتقام ولو قاله بالضمير لم يفد هذه الفائدة (الكتاب) للجنس، والضمير في (لقائه) له، ومعناه: إنا آتينا موسى عليه السلام مثل ما آتيناك من الكتاب ولقيناه مثل ما لقيناك من الوحي، فلا تكن في شك من أنك لقيت قوله - من لقائه - قوله - وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم - وقوله - ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا - وجعلنا الكتاب المنزل على موسى عليه السلام (هدى) لقومه (وجعلنا منهم أئمة يهدون) الناس ويدعونهم إلى ما في التوراة من دين الله وشرائعه لصبرهم إيقانهم بالآيات، وكذلك لنجعلن الكتاب المنزل إليك هدى ونورا ولنجعلن من أمتك أئمة يهدون مثل تلك الهداية لما صبروا عليه من نصرة الدين وثبتوا عليه من اليقين. وقيل من لقائك موسى عليه السلام ليلة الاسراء أو يوم القيامة. وقيل من لقاء موسى عليه السلام الكتاب: أي من تلقيه بالرضا والقبول. وقرئ لما صبروا ولما صبروا: أي لصبرهم. وعن الحسن رضي الله عنه: صبروا عن الدنيا.
وقيل إنما جعل الله التوراة هدى لبني إسرائيل خاصة ولم يتعبد بما فيها ولد إسماعيل عليه السلام (يفصل بينهم) يقضى فيميز الحق في دينه من المبطل. الواو في (أو لم يهد) للعطف على معطوف عليه منوى من جنس المعطوف والضمير في (لهم) لأهل مكة. وقرئ بالنون والياء والفاعل ما دل عليه (كم أهلكنا) لان كم لا تقع فاعلة، لا يقال جاءني كم رجل. تقديره أو لم يهد لهم كثرة إهلاكنا القرون أو هذا الكلام كما هو بمضمونه ومعناه كقولك يعصم لا إله إلا الله الدماء، والأموال، ويجوز أن يكون فيه ضمير الله بدلالة القراءة بالنون و (القرون) عاد وثمود وقوم لوط (يمشون في مساكنهم) يعني أهل مكة يمرون في متاجرهم على ديارهم وبلادهم. وقرئ يمشون بالتشديد (الجرز)