ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون. ألم يروا أنا جعلنا الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون. ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل آتوه داخرين.
____________________
تعالى - يدخلون في دين الله أفواجا - وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أبو جهل والوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة يساقون بين يدي أهل مكة، وكذلك يحشر قادة سائر الأمم بين أيديهم إلى النار. فإن قلت: أي فرق بين من الأولى والثانية، قلت: الأولى للتبعيض والثانية للتبيين لقوله - من الأوثان - الواو للحال كأنه قال: أكذبتم بها بادئ الرأي من غير فكر ولم نظر يؤدى إلى إحاطة العلم بكنهها وأنها حقيقة بالتصديق أو بالتكذيب أو للعطف:
أي أجحد تموها ومع جحودكم لم تلقوا أذهانكم لتحققها، وتبصرها، فإن المكتوب إليه قد يجحد أن يكون الكتاب من عند من كتبه، ولا يدع مع ذلك أن يقره أو يتفهم مضامينه ويحيط بمعانيه (أماذا كنتم تعملون) بها للتبكيت لا غير وذلك أنهم لم يعملوا إلا التكذيب فلا يقدرون أن يكذبوا ويقولوا قد صدقنا بها وليس إلا التصديق بها أو التكذيب ومثاله أنهم لم يعلموا إلا التكذيب فلا يقدرون أن يكذبوا ويقولوا قد صدقنا بها وليس إلا التصديق بها أو التكذيب ومثاله أن تقول لراعيك وقد عرفته: رويعي سوء أتأكل نعمى أم ماذا تعمل بها؟ فتجعل ما تبدئ به وتجعله أصل كلامك وأساسه هو الذي صح عندك من أكله وفساده، وترى بقولك أم ماذا تعمل بها مع علمك أنه لا يعمل بها إلا لأكل لتبهته وتعلمه علمك بأنه لا يجئ منه إلا أكلها وأنه لا يقدر أن يدعى الحفظ والإصلاح لما شهر من خلاف ذلك. أو أراد: أما كان لكم عمل في الدنيا إلا الكفر والتكذيب بآيات الله - أم ماذا كنتم تعملون - من غير ذلك: يعنى أنه لم يكن لهم عمل غيره كأنهم لم يخلقوا إلا للكفر والمعصية وإنما خلقوا للإيمان والطاعة، يخاطبون بهذا قبل كبهم في النار ثم يكبون فيها وذلك قوله (ووقع القول عليهم) يريدون أن العذاب الموعود يغشاهم بسبب ظلمهم وهو التكذيب بآيات الله فيشغلهم عن النطق والاعتذار كقوله تعالى - هذا يوم لا ينطقون - جعل الإبصار للنهار وهو لأهله. فإن قلت: ما للتقابل لم يراع في قوله وليسكنوا ومبصرا حيث كان أحدهما علة والآخر حالا؟
قلت: هو مراعى من حيث المعنى وهكذا النظم المطبوع غير المتكلف، لأن المعنى مبصرا ليبصروا فيه طرق التقلب في المكاسب. فإن قلت: لم قيل (ففزع) دون فيفزع؟ قلت: لنكتة وهى الإشعار بتحقق الفزع وثبوته وأنه كائن محالة واقع على أهل السماوات والأرض، لأن الفعل الماضي يدل على وجود الفعل وكونه مقطوعا به، والمراد فزعهم عند النفخة الأولى حين يصعقون (إلا من شاء الله) إلا من ثبت الله قلبه من الملائكة، قالوا: هم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام، وقيل الشهداء. وعن الضحاك: الحور وخزنة النار وحملة العرش. وعن جابر منهم: موسى عليه السلام لأنه صعق مرة ومثله قوله تعالى - ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله - وقرئ أتوه وأتاه ودخرين، فالجمع على المعنى والتوحيد على اللفظ والداخر والدخرر الصاغر، وقيل معنى الإتيان حضورهم الموقف بعد النفخة الثانية، ويجوز أن يراد رجوعهم إلى أمره
أي أجحد تموها ومع جحودكم لم تلقوا أذهانكم لتحققها، وتبصرها، فإن المكتوب إليه قد يجحد أن يكون الكتاب من عند من كتبه، ولا يدع مع ذلك أن يقره أو يتفهم مضامينه ويحيط بمعانيه (أماذا كنتم تعملون) بها للتبكيت لا غير وذلك أنهم لم يعملوا إلا التكذيب فلا يقدرون أن يكذبوا ويقولوا قد صدقنا بها وليس إلا التصديق بها أو التكذيب ومثاله أنهم لم يعلموا إلا التكذيب فلا يقدرون أن يكذبوا ويقولوا قد صدقنا بها وليس إلا التصديق بها أو التكذيب ومثاله أن تقول لراعيك وقد عرفته: رويعي سوء أتأكل نعمى أم ماذا تعمل بها؟ فتجعل ما تبدئ به وتجعله أصل كلامك وأساسه هو الذي صح عندك من أكله وفساده، وترى بقولك أم ماذا تعمل بها مع علمك أنه لا يعمل بها إلا لأكل لتبهته وتعلمه علمك بأنه لا يجئ منه إلا أكلها وأنه لا يقدر أن يدعى الحفظ والإصلاح لما شهر من خلاف ذلك. أو أراد: أما كان لكم عمل في الدنيا إلا الكفر والتكذيب بآيات الله - أم ماذا كنتم تعملون - من غير ذلك: يعنى أنه لم يكن لهم عمل غيره كأنهم لم يخلقوا إلا للكفر والمعصية وإنما خلقوا للإيمان والطاعة، يخاطبون بهذا قبل كبهم في النار ثم يكبون فيها وذلك قوله (ووقع القول عليهم) يريدون أن العذاب الموعود يغشاهم بسبب ظلمهم وهو التكذيب بآيات الله فيشغلهم عن النطق والاعتذار كقوله تعالى - هذا يوم لا ينطقون - جعل الإبصار للنهار وهو لأهله. فإن قلت: ما للتقابل لم يراع في قوله وليسكنوا ومبصرا حيث كان أحدهما علة والآخر حالا؟
قلت: هو مراعى من حيث المعنى وهكذا النظم المطبوع غير المتكلف، لأن المعنى مبصرا ليبصروا فيه طرق التقلب في المكاسب. فإن قلت: لم قيل (ففزع) دون فيفزع؟ قلت: لنكتة وهى الإشعار بتحقق الفزع وثبوته وأنه كائن محالة واقع على أهل السماوات والأرض، لأن الفعل الماضي يدل على وجود الفعل وكونه مقطوعا به، والمراد فزعهم عند النفخة الأولى حين يصعقون (إلا من شاء الله) إلا من ثبت الله قلبه من الملائكة، قالوا: هم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام، وقيل الشهداء. وعن الضحاك: الحور وخزنة النار وحملة العرش. وعن جابر منهم: موسى عليه السلام لأنه صعق مرة ومثله قوله تعالى - ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله - وقرئ أتوه وأتاه ودخرين، فالجمع على المعنى والتوحيد على اللفظ والداخر والدخرر الصاغر، وقيل معنى الإتيان حضورهم الموقف بعد النفخة الثانية، ويجوز أن يراد رجوعهم إلى أمره