الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ١٥٢
ولا يصلحون. قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون.
____________________
الهزيل بن عبد رب، غنم بن غنم، رباب ابن مهرج، مصدع بن مهرج، عمير بن كردبة، عاصم بن مخرمة سبيط بن صدقة، سمعان (1) بن صفى، قدار بن سالف، وهم الذين سعوا في عقر الناقة، وكانوا عتاة قوم صالح عليه السلام، وكانوا من أبناء أشرافهم (ولا يصلحون) يعنى أن شأنهم الإفساد البحت الذي لا يختلط بشئ من الصلاح كما ترى بعض المفسدين قد يندر منه بعض الصلاح (تقاسموا) يحتمل أن يكون أمرا وخبرا في محل الحال بإضمار قد: أي قالوا متقاسمين، وقرئ تقسموا. وقرئ لتبيتنه بالتاء والياء والنون، فتقاسموا مع النون والتاء يصح فيه الوجهان، ومع الياء لا يصح إلا أن يكون خبرا، والتقاسم كالتظاهر والتظهر التحالف. والبيات: مباغتة العدو ليلا. وعن الإسكندر أنه أشير عليه بالبيات فقال: ليس من آيين الملوك استراق الظفر. وقرئ مهلك بفتح الميم واللام وكسرها من هلك ومهلك بضم الميم من أهلك، ويحتمل المصدر والزمان والمكان. فإن قلت: كيف يكونون صادقين وقد جحدوا ما فعلوا فأتوا بالخبر على خلاف المخبر عنه؟
قلت: كأنهم اعتقدوا أنهم إذ بيتوا صالحا وبيتوا أهله فجمعوا بين البياتين ثم قالوا ما شهدنا مهلك أهله فذكروا أحدهما كانوا صادقين لأنهم فعلوا البياتين جميعا لا أحدهما. وفى هذا دليل قاطع على أن الكذب قبيح عند الكفرة

(1) في أبى السعود شمعان بالشين المعجمة اه‍.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»