وقوله (بوميض البرق) أي لمعانه إشارة إلى أن جملة ولو شاء الله عطف على مجموع الجمل الاستئنافية: أعني يجعلون وما بعده نظرا إلى محصول معناها، فإن الأول متعلق بالرعد وشدة صوته والآخرين بالبرق وقوة ضوئه.
وقيل غرضه من هذا التقدير بيان ربطها المعنوي بتلك الجمل، وأما عطفها فعلى قوله كلما أضاء لهم مشوا فيه، وكلمة لو ههنا مستعملة لربط جوابها بشرطها مجردة عن الدلالة على انتفاء أحدهما لانتفاء الاخر فهي بمنزلة إن.
وقد يقال إنها باقية على أصلها وقصد بها التنبيه على أن مشقتهم بسبب الرعد والبرق وصلت غايتها وقاربت إزالة الحواس بحيث لو تعلق بها المشيئة لزالت بلا حاجة إلى زيادة قصيف الرعد وضوء البرق كما ذكره أولا (قوله في ساقة الباب) أي في اخره، وإنما ترجمه بباب مجارى أواخر الكلم من العربية لأنه يذكر فيه أحوال التذكير والتأنيث، وعلاماتهما تظهر في أواخر الكلم من العربية، والاستشهاد بقوله ألا ترى أن الشئ يقع على كل ما أخبر عنه، وإنما جعل التأنيث خارجا من التذكير: أي متفرعا عنه بناء على أن لفظ الشئ كالعمدة في الألفاظ لتناوله كل ما يفهم ويخبر عنه وهو مذكر، أو على أن وقوعه على كل ما أخبر عنه من قبل أن يعلم أذكر هو أم أنثى دل على أنهم اعتبروا جهة الذكورة في كل معنى ورجحوها على الأنوثة، وقوله (وهو أعم العام) من كلام المصنف ومعطوف على قوله والشئ ما صح أن يعلم ويخبر عنه. والمقصود أن لفظ الشئ وما يقوم مقامه أشد عموما من كل عام كما أن لفظ الله أشد خصوصا من كل خاص بحيث لا يحتمل الشركة بوجه ولا يجوز إطلاقه على غيره تعالى أصلا (قوله والمحال) يريد أنه يتناوله بحسب مفهومه لغة، وأما ما ذكر في علم الكلام من أن المحال