وقوله (على رأسه) مبالغة في الإيضاح كسفك دمه (وصقع الديك) أي صاح والمصقع بكسر الميم المجهر بكسرها وهو الذي من عادته أن يجهر بكلامه (وبناؤها) يعنى أن الصاعقة في أصلها إما صفة وإما مصدر، وأما الان فهو اسم لقصفة الرعد المذكورة، وعلى التقادير فجمعها على صواعق جار على القياس (قوله على أنه مفعول له) أي ليجعل المعلل بقوله من الصواعق وكلاهما باعث ليس بغرض (قوله وأغفر) أي أستر. (والعوراء) الكلمة القبيحة (وادخاره) مفعول له معرف بالإضافة كحذر الموت وتمامه * وأعرض عن شتم اللئيم تكرما * (قوله والموت فساد بنية الحيوان) فعلى هذا يكون أمرا عدميا، وقيل عرض مانع من الإحساس معاقب للحياة: أي لا يجامعها بل يعاقبها فيكون أمرا وجوديا، واستدل عليه بقوله تعالى - خلق الموت والحياة - وأجيب بأن المقصود من الخلق هو التقدير (قوله وإحاطة الله تعالى بالكافرين مجاز) فإن شبه شمول قدرته تعالى إياهم بإحاطته المحيط بما أحاط به في امتناع الفوات كان هناك استعارة تبعية في الصفة سارية إليها من مصدرها، وإن شبه حاله تعالى معهم بحال المحيط مع المحاط: أي شبه هيئة منتزعة من عدة أمور بأخرى مثلها كأن هناك استعارة تمثيلية لا تصرف في شئ من ألفاظ مفرداتها إلا أنه لم يصرح ههنا إلا بلفظ ما هو العمدة في الهيئة المشبه بها أعني الإحاطة، والبواقي من الألفاظ منوية في الإرادة على ما مر تحقيقه في نظائره، ومن زعم أن كون هذه الاستعارة تبعية لا ينافي كونها تمثيلية لما في الطرفين من اعتبار التركيب إن أراد به أن معنى الإحاطة مركب فبطلانه ظاهر لأنها كالضرب مدلولها مفرد، وإن أراد اعتبار هيئة من مدلولها مع غيره لم يكن مدلول الإحاطة حينئذ مشبها به فكيف تسرى منه استعارة إلى الوصف المشتق منها، ومن ههنا ينكشف لك أن الاستعارة التمثيلية لا تكون تبعية أصلا كما نبهت عليه غير مرة في - أولئك على هدى من ربهم - والضمير المجرور في (المحاط به) عائد إلى اللام، والظرف مرفوع محلا على أنه فاعل، وفى المحيط راجع إلى المحاط، والظرف منصوب المحل على المفعولية (قوله وهذه الجملة اعتراض) وقعت
(٢١٨)