أحدا ممن قرأ وخط مستغرب قطعا. وقيل إن قوله واعلم الخ من تتمة هذا الوجه، وجواب لهذا السؤال بأن المستغرب هو النطق بأسامي الحروف مرعيا فيها تلك اللطائف التي لا يمكن رعايتها من أمي إلا بوحي لا مجرد التلفظ بها. ورد بأن صريح كلام المصنف دل على أن المستغرب هو النطق بأسامي الحروف مطلقا إلا النطق بالأسامي المخصوصة مع الاشتهار بعدم الاقتباس. وأيضا المقصود بيان الفائدة في كل فاتحة وتلك الرعاية إنما هي في الفواتح بأسرها، وأيضا لا يفهمها منها إلا ما هر في أوصاف الحروف وأحوالها بعد تأمل بليغ، وربما لم يفطن لها قبل المصنف أحد من حذاق العلماء المتبحرين فيما يتعلق بالحروف فضلا عن أن يفطن لها غيرهم، فكيف يكون أول ما يقرع أسماع المخاطبين بها مستقلا بوجه من الإغراب وتقدمة من دلائل الإعجاز. وأيضا جعل المصنف نتيجة ما فصله بقوله اعلم الخ أن الله تعالى عدد على العرب الألفاظ التي تركب منها كلامهم تبكيتا لهم وإلزاما للحجة عليهم بأن المتحدى به مؤلف منها لا من غيرها، فليس إعجازه إلا لكونه من الله تعالى يدل على أنه مزيد تحقيق وتفصيل للوجه الثاني المختار عنده وإن أمكن أن يجعل تأييد الاختيار التسمية بهذه الألفاظ المخصوصة وتقوية للإغراب في النطق الثاني المختار عنده وإن أمكن أن يجعل تأييد الاختيار التسمية بهذه الألفاظ المخصوصة وتقوية للإغراب في النطق بها وحدها نظرا إلى جميعها. وبالجملة دعوى اختصاصه بالوجه الثالث لا وجه لها (قوله وأهل الكتاب) أراد به أهل الكتابة (قوله كما قال تعالى) استشهاد معنوي يدل على أن كونه أيا لا يتلو ولا يكتب ينفى الارتياب ويقلعه من أصله إذ لا يتصور منه الإتيان بمثل القرآن، ولو كان يتلو كتابا ويخطه بيمينه لكان للمبطل في ارتيابه شبهة يتعلل بها، وكذا أسماء الحروف يستغرب من الأمي التكلم بها لامن غيره (قوله في أن ذلك) يتعلق بقوله فكان حكم النطق بذلك حكم الأقاصيص: أي كحكمها في أن ذلك الخ وهو وجه التشبيه. وقوله وبمنزلة أن يتكلم عطف على حكم الأقاصيص: أي كان النطق بذلك بمنزلة أن يتكلم بالرطانة: أي العجمية بفتح الراء وكسرها. وقيل عطف على حاصل مندرج فيه وجه الشبه (قوله أربعة عشر سواء) جعل أسامي الحروف
(١٠٠)