لا إله إلا هو وحده. وقال ابن عباس وقتادة: معنا (سبح...) قل سبحان ربي الأعلى ، وروي أنه لما نزلت هذه السورة، قال النبي صلى الله عليه وآله ضعوا هذا في سجودكم وقيل: معناه أن نزه اسم ربك بأن لا تسمي به سواه. وقيل: معناه نزه ربك عما يصفه به المشركون وأراد بالاسم المسمى، وقيل معناه صل باسم ربك الاعلى.
وقيل: ذكر الاسم والمراد به تعظيم المسمى، كما قال الشاعر:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر (1) والأعلى معناه القادر الذي لا قادر أقدر منه. وصفة الاعلى منقولة إلى معنى الاقدر حتى لو بطل معنى علو المكان لم يبطل أن يفهم بحقيقتها أو هي غير مضمنة بغيرها ولم ينقل إلى صفة الا رفع وإنما يعرف في رفعة المكان.
وقوله (الذي خلق فسوى) نعت لقوله (ربك) وموضعه الجر ومعناه الذي خلق الخلق فسوى بينهم في باب الاحكام. وقيل: معنا فسوى أي عدل خلقهم، فالتسوية الجمع بين الشيئين بما هما فيه (والذي قدر فهدى) فالتقدير تنزيل الشئ على مقدار غيره، فالله تعالى خلق الخلق وقدرهم على ما اقتضته الحكمة (فهدى) معناه أرشدهم إلى طريق الرشد من الغي، وهدى كل حيوان إلى ما فيه منفعته ومضرته حتى أنه تعالى هدى الطفل إلى ثدي أمه وميزه من غيره، وأعطى الفرخ حتى طلب الرزق من أبيه وأمه. والعصفور على صغره يطلب مثل ذلك بهداية الله تعالى له إلى ذلك (والذي اخرج المرعى) معناه الذي أنبت الحشيش من الأرض لمنافع جميع الحيوان (فجعله غثاء أحوى) فالغثاء ما يقذف به السيل على جانب الوادي من الحشيش والنبات. والاحوى الأسود، والحوة السوداء قال ذو الرمة: