في الزمان، وجمع الاعراض في المحل. وجمع الشيئين في حكم أو صفة مجاز، وقوله (يقول الانسان يومئذ أين المفر) اخبار من الله تعالى بأن الانسان يقول في ذلك الوقت: أين المهرب؟ والفرار بفتح الفاء. وروي عن ابن عباس (أين المفر) بكسر الفاء، قال الزجاج: المفر بفتح الفاء مصدر، وبالكسر مكان الفرار. وهذا سؤال تعجيز عن وجود مفر يهرب إليه من عذاب الله في ذلك اليوم.
وقيل فيه معنى جواب هذا السائل، كأنه قيل يوم القيامة إذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر. والمفر مصدر. ويجوز فيه الكسر، ومثله مدب ومدب وقال البصريون: الكسر لمكان الفرار. وقال الفراء الفتح والكسر لغتان.
قوله تعالى:
(كلا لا وزر (11) إلى ربك يومئذ المستقر (12) ينبأ الانسان يومئذ بما قدم وأخر (13) بل الانسان على نفسه بصيرة (14) ولو ألقى معاذيره (15) لا تحرك به لسانك لتعجل به (16) إن علينا جمعه وقرآنه (17) فإذا قرأناه فاتبع قرآنه (18) ثم إن علينا بيانه (19) كلا بل تحبون العاجلة (20) وتذرون الآخرة (21) وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة (23) ووجوه يومئذ باسرة (24) تظن أن يفعل بها فاقرة) (25) خمس عشرة آية قرأ (كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة) بالياء فيهما ابن كثير