التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ١٠٨
ثم قال الذي يستحق العبادة " ذلك رب العالمين " الذي خلق الخلائق وملك التصرف فيهم.
وقوله " وجعل فيها رواسي من فوقها " أي وخلق في الأرض جبالا راسيات ثابتات فوق الأرض " وبارك فيها " بما خلق فيها من المنافع " وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين " روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال (إن الله خلق الأرض يوم الأحد والاثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء وخلق الشجر والماء والعمران والخراب يوم الأربعاء فتلك أربعة أيام وخلق يوم الخميس السماء وخلق يوم الجمعة الشمس والقمر والنجوم والملائكة وآدم). وقال الحسن والسدي: وابن زيد " قدر فيها أقواتها " أي أرزاقها. وقال قتادة: معناه قدر فيها ما فيه صلاحها. قال أبو عبيدة، الأقوات جمع قوت وهي أرزاق الخلق وما يحتاجون إليه. وقيل: إنما خلق ذلك شيئا بعد شئ في هذه الأربعة أيام لتعتبر به الملائكة وقيل: لاعتبار العباد في الاخبار عن ذلك إذا تصوروه على تلك الحال. وقال الزجاج: الوجه فيه تعليم الخلق التأني في الأمور وألا يستعجلوا فيها بأن الله تعالى كان قادرا على أن يخلق ذلك في لحظة. لكن خلقها في هذه المدة لما قلنا. وقال قوم إنما خلق ذلك في هذه المدة ليعتبروا بذلك على أنها صادرة من قادر مختار عالم بالمصالح وبوجوه الاحكام إذ لو كان صادرا عن مطبوع أو موجب لحصلت في حالة واحدة. وقال الزجاج:
" في أربعة أيام " معناه في تتمة أربعة أيام.
وقوله " سواء للسائلين " قال قتادة والسدي: معناه سواء للسائلين عن ذلك لان كلا يطلب القوت ويسأله. وفي قراءة عبد الله " وقسم فيها أقواتها " ومعناه خلق في هذه البلدة ما ليس في هذه ليتعايشوا ويتجروا. ومن نصب (سواء) فعلى تقدير استوت سواء واستواه لمن سأل في كم خلقت السماوات
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست