للسمك. وقال الضحاك: كانوا غسالين.
وقوله (من أنصاري إلى الله) يعني من أنصاري مع الله، و (إلى) تكون بمعنى (مع) ومثله (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم) (1) يعني مع أموالكم. وقيل سمي النصارى نصارى لقولهم (نحن أنصار الله) وقيل: لأنهم كانوا من الناصرة وهي قرية في بلاد الروم، فأجابه الحواريون بأن قالوا (نحن أنصار الله) وإنما قيل لهم (كونوا أنصار الله) مع أن المراد به دين الله، تعظيما للدين وتشريفا له. كما يقال الكعبة بيت الله، وحمزة أسد الله، وما أشبه ذلك (فآمنت طائفة من بني إسرائيل) يعني صدقت بعيسى عليه السلام طائفة من بني إسرائيل (وكفرت) به (طائفة) أخرى (فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم) أي قوينا المؤمنين على عدوهم (فأصبحوا ظاهرين) أي غالبين لهم وقال إبراهيم: معناه أيد الذين آمنوا بعيسى بمحمد، فأصبحوا ظاهرين عليهم. وقال مجاهد: بل أيدوا في زمانهم على من كفر بعيسى عليه السلام وقال بعضهم ألم يكن من المسيح قتال. والتأويل أنهم أصبحوا ظاهرين على مخالفيهم بالحجة. وقال قوم: كانت الحرب بعد المسيح لما اختلف أصحابه اقتتلوا فظفر أهل الحق، وهذا ضعيف، لأنه لم يكن من دينهم بعده القتال. وقال ابن عباس قاتلوا ليلا فأصبحوا ظاهرين.
تم المجلد التاسع من التبيان ويليه المجلد العاشر وأوله أول سورة الجمعة طبع في محرم الحرام سنة 1383 ه حزيران سنة 1963 م تم مجلد التاسع من التبيان