حليت بعينك ريطة مطويه قال الرماني - التأويل الأول هو الصحيح، لأنه ليس من باب التقديم والتأخير لما في ذلك من قلب المعنى وليس كالذي تبنيه الاعراب. وقوله * (إذ قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين) * حكاية عما قال قوم قارون لقارون حين خوفوه بالله ونهوه عن الفرح بما آتاه الله من المال، وأمروه بالشكر عليه. والفرح المرح الذي يخرج إلى الانس، وهو البطر. ولذلك قال تعالى * (ان الله لا يحب الفرحين) * لأنه إذا أطلقت صفة فرح فهو الخارج بالمرح إلى البطر، فأما قوله " فرحين بما آتاهم الله من فضله " (1) فحسن جميل بهذا التقييد، وقال مجاهد: الفرحين هو فرح البطر. وقال الشاعر:
ولست بمفراح إذا الدهر سرني * ولا جازع من صرفه المتقلب (2) وقال آخر:
ولا ينسيني الحدثان عرضي * ولا أرخي من الفرح الازارا (3) وقوله " وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة " حكاية عما قال لقارون قومه المؤمنون بموسى وبتوحيد الله. وقال قوم: إن المخاطب له كان موسى وإن ذكر بلفظ الجمع ومعناه اطلب فيما أعطاك الله من الأموال " الدار الآخرة " بأن ينفقها في وجوه البر وسبيل الخير " ولا تنس نصيبك من الدنيا " قال ابن عباس: منعاه أن يعمل فيها بطاعة الله، وقال الحسن معناه: أن يطلب الحلال