التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١٨٨
لآت " أي الوقت الذي وقته الله للثواب والعقاب آت لا محالة والله " هو السميع " لأقوالكم " العليم " بما تضمرونه في نفوسكم، فيجازيكم بحسب ذلك.
قوله تعالى:
* (ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين (6) والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون (7) ووصينا الانسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون (8) والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين (9) ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين) * (10) خمس آيات بلا خلاف.
يقول الله تعالى " ومن جاهد " أي من جاهد نفسه بأن يصبر على ما أمره الله به، ويعمل بسنته، ومنه الجهاد، وهو الصبر في الحرب على ما جاء به الشرع " فإنما يجاهد لنفسه " لان ثواب صبره عائد عليه وواصل إليه دون الله تعالى، لأنه تعالى غني عن جميع الخلائق غير محتاج إلى طاعاتهم، ولا غير ذلك.
ثم قال تعالى " والذين آمنوا " أي صدقوا بوحدانيته وأقروا بنبوة
(١٨٨)
مفاتيح البحث: الصبر (3)، الحرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست