التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١٧٤
تقريع حاصل به بالاشراك بعد تقريع.
ثم اخبر تعالى انه نزع " من كل أمة " من الأمم " شهيدا " يشهد على تلك الأمة بما كان فيها، ومعنى * (نزعنا) * أخرجنا وأحضرنا يقال:
فلان ينزع إلى وطنه بأن يحن إليه حنينا يطالبه بالخروج إليه. قال قتادة ومجاهد:
شهيدها نبيها الذي يشهد عليها بما فعلوه، وقيل هؤلاء الشهود: هم عدول الآخرة الذين لا يخلو زمان منهم يشهدون على الناس بما عملوا من عصيانهم.
وقوله * (هاتوا برهانكم) * حكاية عما يقول الله تعالى للكفار في الآخرة فإنه يقول لهم هاتوا حجتكم على ما ذهبتم إليه * (إن كنتم صادقين) * ثم اخبر تعالى انهم عند ذلك يعلمون * (أن الحق لله) * أي ان التوحيد لله والاخلاص في العبادة له دون غيره لان معارفهم. ضرورة * (وضل عنهم ما كانوا يفترون) * أي بطل ما عبدوه من دون الله، وافتراءهم هو ادعاءهم الإلهية مع الله تعالى قوله تعالى:
* (إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين (76) وابتغ فيما آتيك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين (77) قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست