التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١٧٥
قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون (78) فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم (79) وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقيها إلا الصابرون) * (80) خمس آيات بلا خلاف.
هذا اخبار من الله تعالى * (أن قارون كان من قوم موسى) * قال ابن إسحاق: كان موسى ابن أخيه، وقارون عمه. وقال ابن جريج: كان ابن عمه لأبيه وأمه * (فبغى عليهم) * قال قتادة: إنما بغى عليهم بكثرة ماله. والبغي طلب العلو بغير حق. ومنه قيل لولاة الجور: بغاة، يقال: بغى يبغي بغيا، فهو باغ وابتغى كذا ابتغاء إذا طلبه، ويبتغي فعل الحسن أي يطلب فعله بدعائه إلى نفسه. و (قارون) اسم أعجمي لا ينصرف. وروي أنه كان عالما بالتوراة فبغى على موسى وقصد إلى تكذيبه، والافساد عليه. وقوله * (وآتيناه من الكنوز) * أي أعطيناه كنوز الأموال والكنز جمع المال بعضه على بعض، وبالعرف عبارة عما يخبأ تحت الأرض، ولا يطلق اسم الكنوز في الشرع الا على مال لا يخرج زكاته، لقوله تعالى * (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم) * (1) فوجه الوعيد عليه منه تعالى

(1) سورة 9 التوبة آية 35
(١٧٥)
مفاتيح البحث: سبيل الله (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست